وقوله (فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه) وهو أمر بالاعتداء وكيف يجوز ذلك والاعتداء قبيح. وجوابنا انه تعالى أجرى اسم الاعتداء على ما هو مقابل له من الجزاء كقوله (وجزاء سيئة) (سيئة مثلها) ولا يجوز عليه تعالى أن يأمر بالاعتداء مع قبحه.
[مسألة]
وربما قيل كيف قال تعالى (كذلك يريهم الله أعمالهم حسرات عليهم) كيف يصح أن يريهم ذلك في الآخرة.
وجوابنا أنه يحتمل أن يريهم ذلك في الصحف ويحتمل أن يريهم ثواب عملهم من الجنة لو كانوا لقد أطاعوا فاذا صرف ذلك الى غيرهم كثرت حسراتهم.
[مسألة]
وربما قيل كيف قال تعالى (هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام) وكيف يصح ذلك ويتعالى الله عن جواز الاتيان عليه. وجوابنا ان المراد إتيان الملائكة أو متحملي أمره كما قال تعالى في سورة النحل (هل ينظرون إلا أن تأتيهم الملائكة أو يأتي أمر ربك) وهذا كقوله (وجاء ربك) والمراد رسل ربك.
[مسألة]
وربما قيل كيف قال (زين للذين كفروا الحياة الدنيا) ولا يجوز عليه أن يزين الكفر. وجوابنا انه لم يقل من الذي زين والمراد الشياطين وغيرهم ممن يحسن ذلك للكفار ويحتمل ان يراد ان الله تعالى زين الحياة الدنيا بالشهوات ليكون المكلف بالامتناع من ذلك مستحقا للثواب وهذا يكون من قبل الله تعالى لكنه يضيف الى ذلك النهي والزجر ولذلك قال (والذين اتقوا فوقهم يوم القيامة).
[مسألة]
مخ ۴۸