تنزيه القرآن عن المطاعن
تنزيه القرآن عن المطاعن
ژانرونه
وربما قيل في قوله تعالى (إن الأبرار يشربون من كأس كان مزاجها كافورا) كيف يصح الترغيب في ذلك وليس هو بمستطاب في الدنيا؟ وجوابنا أن رائحة الكافور لا شبهة في أنها مستطابة واليسير منها مستطاب فرغب تعالى في ذلك على الجملة كما رغب في الخمر، وان كان طعمه في الدنيا لا يستطاب وقد قيل ان المراد يشربون من نهر تربته الكافور وكذلك إذا سألوا عن قوله (كان مزاجها زنجبيلا) إذا المراد التنبيه على الجملة وإن كان شراب أهل الجنة في نهاية اللذة.
[مسألة]
وربما قالوا في قوله تعالى (ويطاف عليهم بآنية من فضة وأكواب كانت قواريرا قواريرا من فضة) وهذا متناقض فلا يكون من فضة ويكون قوارير؟ وجوابنا أن المراد أنها من فضة وقد بلغت في الصفاء والحسن بحيث يرى ما فيها حتى لا تكون حاجزا ولا حائلا كالقوارير وهذا نهاية ما يقع به الترغيب فأما قوله (فمن شاء اتخذ إلى ربه سبيلا وما تشاؤن إلا أن يشاء الله) فالمراد به ما تشاءون من اتخاذ السبيل الى الرب إلا والله قد شاءه والمراد انه شاء العبادات ولذا أنكره على القوم أنهم يصرحون بأنه تعالى قد شاء الفواحش والله يتعالى عن ذلك.
مخ ۴۴۴