تنزيه القرآن عن المطاعن
تنزيه القرآن عن المطاعن
ژانرونه
واختلف العلماء في ذلك فمنهم من قال هو منسوخ ومنهم من قال بل هو ثابت وأن المراد أن الزاني لا يحل له التزويج بالعفيفة حتى أنهم يقولون اذا حدث الزنا منه بطل النكاح ومع ذلك فان ظاهره انما يقتضى أنه في حال زناه لا ينكح إلا زانية لان الزاني هو الواطئ بغير شبهة وبغير نكاح وملك ومن هذا سبيله فهو غير ناكح إلا الزانية ومن يقدر فيها هذا التقدير.
[مسألة]
وربما قيل في قوله تعالى (إن الذين جاؤ بالإفك عصبة منكم لا تحسبوه شرا لكم بل هو خير لكم) كيف يصح في افكهم أن يكون خيرا مع قبحه وعظم الاثم فيه؟ وجوابنا أن المراد به خير لهم من حيث نالهم به من الغم ما صبروا عليه وان كان كذبا قبيحا فالمراد هو ما قد ذكرناه ولذلك قال تعالى (لكل امرئ منهم ما اكتسب من الإثم) فذمهم وبين أن الذي تولى كبره منهم له عذاب عظيم ومعلوم أن هذا الصنيع منهم كان كالسبب في تعظيم الرسول صلى الله عليه وسلم والمتصلين بعائشة فصار الصبر عليه عظيم الثواب ولذلك يقال الآن فيمن زنى بأهل له أنه اذا صبر فله ثواب واذا ظلم المرء فلم يخرج الى المقاتلة على ذلك بل صبر فله ثواب وهذه القصة انما ضمت الى هذه السورة لتعلقها بالقذف والرمي اللذين بين الله تعالى حكمهما في الاجنبي وفي الزوجيات وهي تشتمل على أحكام وأدب يمكن أن يقال ان جميع ذلك من الخيرات فبين تعالى أن من يتولى كبر الشيء أعظم إنما ممن هو كالتابع وبين أن الواجب على من يسمع مثل ذلك أن لا يظن صحته بمن عرف عفته ويؤيده قوله (لو لا إذ سمعتموه ظن المؤمنون والمؤمنات بأنفسهم خيرا) وفيه أن الواجب في مثله الاعتماد على الشهادة فاذا انتفت وجب الكف وهو معنى قوله (لو لا جاؤ عليه بأربعة شهداء) لان المراد هلا فعلوا ذلك (فإذ لم يأتوا بالشهداء فأولئك عند الله هم الكاذبون).
[مسألة]
مخ ۲۸۴