تنزيه القرآن عن المطاعن
تنزيه القرآن عن المطاعن
ژانرونه
وربما قيل في قوله تعالى (وشجرة تخرج من طور سيناء تنبت بالدهن) كيف يصح ذلك في اللغة وهي لا تنبت بالدهن ولا الدهن ينبت؟ وجوابنا أن المراد ينبت ما هو أصل الدهن وهو الزيتون الذي منه يخرج الدهن وتنبت أي تخرج وقد يقال في الشجرة إنها تخرج كيت وكيت ويقال أيضا انها تخرج بكيت وكيت وقد قال أن الباء كالبدل من اللام لان ذلك من حروف الجر فكأنه قال تنبت الدهن فالكلام صحيح على كل حال.
[مسألة]
وربما قيل في قوله تعالى (ثم أرسلنا رسلنا تترا ) كيف يصح وقد كان بين الرسل فترات وكيف يصح قوله تعالى (فأتبعنا بعضهم بعضا) وذلك تكرار؟ وجوابنا أنه تعالى وصف بعض الرسل بذلك ولذلك قال بعده (ثم أرسلنا موسى) وتقدم من قبل ذكر الرسل فلا يمتنع من ذلك البعض أنه أرسلهم على اتصال ولا يمتنع اذا تقارب بعثة بعضهم بعد بعض أن يقال ذلك فأما قوله فأتبعنا بعضهم بعضا فانه يعني في الهلاك ولذلك قال بعده (وجعلناهم أحاديث) فالمراد بذلك الامم التي كان الله تعالى تعجل إهلاكها وقوله من بعد (فبعدا لقوم لا يؤمنون) دلالة على أن الذين ينجون من العذاب هم المؤمنون ومعنى قوله من بعد (وجعلنا ابن مريم وأمه آية) أي دلالة ومعجزة فإنه تعالى نقض العادات فيها وفي ابنها وقوله تعالى من بعد (يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحا) يدل على أنه أباح الطيبات وأنه لا يدخل في جملة الورع اجتنابها أكل ذلك وقوله من بعد (فذرهم في غمرتهم حتى حين) المراد به التخلية كأنه تعالى يعزي الانبياء فقد كانوا يتشددون في الدعاء إلى الله تعالى ويغتمون بترك القبول وقال تعالى (فذرهم في غمرتهم) أي في حيرتهم التي أوتوا فيها من قبل أنفسهم حتى حين وذلك كالتهديد لان قوله تعالى (حتى حين) تنبيه على عذاب الآخرة.
[مسألة]
مخ ۲۷۹