94

فصل

[الجواب عن «الكذبات» الثلاث]

** فإن قالوا :

عليهم وهو يعتقد خلاف ما يقول ، فلم لم يعد هذه الأقوال في الكذبات التي يعتذر بها في المحشر ، حين يطالب بالشفاعة (1) فيقول : كذبت في الإسلام ثلاث كذبات ، وهي بالإضافة إلى هذه الثلاث ست؟ وكذلك جاء في الحديث أن إبراهيم عليه السلام لم يكذب إلا ثلاث كذبات ، وما منها كذبة إلا وهو يماحل بها عن الإسلام ؛ أي يدافع؟

** فالجواب من ثلاثة أوجه :

** أحدها :

فإحداها أنه لما دعوه للخروج معهم لمهرجانهم في سدفة السحر (2)، وفي باله أن يكيد أصنامهم بعد خروجهم ، كما أخبرهم حين قال : ( وتالله لأكيدن أصنامكم بعد أن تولوا مدبرين ) [الأنبياء : 21 / 57] فنظر إلى النجوم ليقيم عذره عندهم على زعمهم لكونهم يقولون بالقضاء في النجوم (3): ( فقال إني سقيم ) [الصافات : 37 / 89] فاعتقدوا أنه رأى في النجوم أسباب المرض ، فرضوا عنه بذلك وتركوه!

وهذا من النمط الذي قدمناه في الكواكب الثلاثة ، أن أقواله فيها إنما كانت على جهة الإبهام عليهم ، والتنبيه لهم لعلهم يتفطنون في ثاني حال.

** الثانية :

مخ ۱۰۴