فحمد الله وأثنى عليه ثم قال (أخذ الراية زيد فأصيب) إلى قوله لقد رفعوا لي في الجنة على أسرة من ذهب الحديث
فهذه معجزة صحت له صلى الله عليه وسلم من باب الإخبار بالغيوب فوقعت بمحضر الأشهاد كما أخبر عنها وكما وقع نقيضها في قصة أبي لهب حيث أخبره ربه في قرآن يتلى أنه من أهل النار ومات كافرا فكان ذلك
وأما كرامة زيد فبإعلام الله له في ضمن الآية بسلامة العاقبة كما ذكرناه
وأما تصور العتاب إن صح في قوله {أمسك عليك زوجك} فقد يقع من باب ترك الأولى من المباحات كما تقدم وذلك أن الله تعالى أمره بزواجها أو أخبره به حيث قال له في آخر الآية {وكان أمر الله مفعولا} وسيأتي بيان ذلك الأمر عند فراغنا من شرح الآية إن شاء الله تعالى
وأما سبب قوله له أمسكها فهو أن زيدا جاءه يتشكى له بها فقال يا رسول الله زينب تسبني وتستعلي علي وتعيرني وتفخر علي بشرفها إلى غير ذلك وأريد أن أطلقها
فقد ربما كان الأولى أن يقول له صلى الله عليه وسلم مثلا أنت وشأنك أو ما يقرب من هذا من الأقوال أو يسكت عنه فلا يأمره ولا ينهاه لكونه صلى الله عليه وسلم قد أمره الله تعالى بتزويجها أو أخبر بذلك فقال له أمسكها والأظهر أنه قصد عليه السلام بهذه القولة خوف القالة من السفهاء أن يقولوا
مخ ۵۵