165

قال بشر بن الحارث رحمة الله عليه (1): «لابن آدم في ماله ثلاث حسرات ، يجمعه كله ، ويتركه كله ، ويسأل عنه كله!».

وكما قال علي بن أبي طالب كرم الله وجهه في خطبة خطبها (2): «رفعتم الطين ، ووضعتم الدين ، وضيعتم المساكين ، وتشبهتم بالدهاقين ، فألحقتم بالملاعين!».

أيها المغالط لنفسه ، المتغافل عن هيل التراب عليه في رمسه ، راجع بصيرتك وسدد نحيزتك (3)، وقدر أنك المطلوب وحدك.

قال الله تعالى : ( وكلهم آتيه يوم القيامة فردا ) [مريم : 19 / 95] يا رواغ (4)، يا خداع ( لا وزر إلى ربك يومئذ المستقر ). فافرغ إلى عقلك من غمرات (5) حسك ، وصير يومك خيرا من أمسك ، حذار حذار فجأك الموت ، فبادر إلى التوبة قبل الفوت. جعلنا الله وإياكم ممن قال وفعل ، وأمر فامتثل ، بفضله بمنه ، ولا جعلنا ممن يرى القذى في عين أخيه ولا يرى الجذع في عينه (6).

وبالله التوفيق وبه أستعين ، وهو حسبنا ونعم الوكيل ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ، وصلى على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم تسليما.

مخ ۱۷۵