163

ورؤية التقصير فيها بعد الفراغ منها.

كان الحسين بن علي ، رضي الله عنهما ، إذا توضأ للصلاة تغير لونه واضطربت فرائصه (1)، فسئل عن ذلك فقال : أتدرون بين يدي من أقف! أتدرون من أخاطب؟!

فهذا هذا ، وأنى لنا بذلك ، ومن أين؟ وحسبنا ما نعلم من تفريطنا وغفلتنا.

وإذا صحت هذه ، وقل ما تصح ، فالأمر بعد موقوف على السابقة. ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

( قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون ) [يونس : 10 / 58].

* فصل

وأما أنت أيها التارك البطال المنهمك في غلواء التعطيل ، المرتبك (2) في طماعية الأمل المخيل (3)، الذي يسمع الأذان في كل يوم وليلة خمس مرات ، وأنت وادع القلب مطمئن الجوارح لا تصحو من سكرتك ، ولا تتيقظ من غامض غفلتك ، كأنك لم تفرض عليك ، وكأن المطلوب بها غيرك. ولتعلم أن كل ما سبق من أفراد العدد في الأعمال الصالحة المفروضة عليك مثل عددها من الآثام في الترك ، لكون جزاء السيئة بمثلها.

وأنت مع ذلك في دنياك : أبطش من عقاب (4)! وأحذر من غراب (5)! ذئب

مخ ۱۷۳