148

شاركه في الملة والأبوة ، فلم أخذ في القصة مع موسى عليه السلام ولم يأخذ فيها مع إبراهيم عليه السلام مع هذه المرات؟ وتصور المسألة مبني على ما جاء من أن موسى عليه السلام في السادسة وإبراهيم عليه السلام في السابعة. ومن صح عنده أن موسى في السابعة وإبراهيم عليه السلام في السادسة فلا غرو أن يتفاوض مع أول من لقي من الأنبياء ، وإن صح أن موسى عليه السلام في السادسة وإبراهيم عليه السلام في السابعة كما تقدم فلا بد من ذكر اختصاصه معه في المفاوضة. وذلك يحتمل خمسة أوجه :

** الأول :

يسأله ، فلما لم يسأله لم يخبره.

** الثاني :

فلم يفوا بما كلفوا ، وإبراهيم عليه السلام بعث بالموعظة الحسنة ، فلم يقبل في الإيمان ، فلم تقع طاعة ، فلم تتصور تجربة ، وإن كان قبله أفذاذ من الناس فالنادر لا يحكم به. ويعضد هذا التفسير قول موسى عليه السلام له : «ارجع إلى ربك فاسأله أن يخفف عن أمتك فإني قد عالجت بني إسرائيل قبلك» ... الحديث. فقصد عليه السلام موسى لأنه كان مجربا.

** الثالث :

موسى عليه السلام من وجه ولا يسعفه من وجه ، حيث قال له موسى عليه السلام بعد فرض الخمسة : «ارجع إلى ربك فقال : إني أستحيي» فيسوغ هذا في مراجعة الأخ ولا يسوغ في مراجعة الأب.

** الرابع :

أخبر بتضعيف (1) أجور أمة أحمد وفضلهم على جميع الأمم : «قال ربي اجعلني من أمة أحمد».

مخ ۱۵۸