177

تنوير

التنوير شرح الجامع الصغير

ایډیټر

د. محمَّد إسحاق محمَّد إبراهيم

خپرندوی

مكتبة دار السلام

د ایډیشن شمېره

الأولى

د چاپ کال

١٤٣٢ هـ - ٢٠١١ م

د خپرونکي ځای

الرياض

ژانرونه

أطلق بحر الأمة وترجمان القرآن، وهو: أبو العباس عبد الله بن عباس بن عم المصطفى ﷺ، توفي ﷺ وله ثلاث عشرة سنة، وقيل: عشر، كان خير هذه الأمة وعالمها، ودعا له النبي ﷺ بالحكمة والفقه والتأويل، [ص: ١٦] كف بصره آخر عمره، ومات بالطائف سنة ثمان وستين وهو ابن سبعين سنة، وصلَّى عليه محمد بن الحنفية (١) (موقوف) الموقوف في عرفهم أيضًا، ما روي عن الصحابي من قول أو فعل متصلًا كان أو منقطعًا، وليس بحجة إن كان للاجتهاد، فيه مسرح وإلا فهو حجة على الأصح، وهو هنا كذلك، إذ لا يقال مثله بالرأي، وهذا الموقوف صحيح فقد أخرجه البخاري في صحيحه عنه بلفظ: (كان آخر قول إبراهيم (٢) ...).
٨ - " آخر أربعاء في الشهر يومُ نَحْسٍ مستمر (وكيع في الغرر، وابن مردويه في التفسير، (خط) عن ابن عباس".
(آخر أربعاء) تثليث الموحدة وبالمد (في الشهر يوم نحس) بالإضافة وعدمها أي شؤم وبلاء (مستمر) يحتمل أنه آخر كل شهر، والمراد أنه تعالى قدر شؤمه بما ينزل فيه من العقوبة على العصاة والعتاة، وأنه المراد بشؤمه كما أنه تعالى قدر نزول البركات في ليلة القدر، وليلة النصف من شعبان، وقدر قيام الساعة أي: القيامة في يوم الجمعة ونحو ذلك، فهو يوم نحس على العصاة تحل بهم العقوبة فيه، أو تحل قريبًا من دارهم، لا أنه يوم يتشاءم به، ويتطير به، ويترك فيه الأعمال كما يصنعه كثير من أهل مكة وجدة، في آخر أربعاء من شهر صفر يتعطلون فيه عن الأعمال، ويبقون كالمحابيس، ولا ندري ما مستندهم وما وجه تخصيص هذا الأربعاء عن نظائره، ويحتمل أنه ورد في قوم عاد، والأخبار أنهما أرسلت عليهم الريح العقيم في يوم الأربعاء في آخر الشهر كما في كتب

(١) انظر: الإصابة (٤/ ١٤١).
(٢) أخرجه البخاري (٤٥٦٤).

1 / 194