265

تنویر المقباس من تفسیر ابن عباس

تنوير المقباس من تفسير ابن عباس

خپرندوی

دار الكتب العلمية

د خپرونکي ځای

لبنان

تَبرأ عَن الْوَلَد وَالشَّرِيك ﴿وَلاَ تَعْجَلْ بِالْقُرْآنِ﴾ وَلَا تستعجل يَا مُحَمَّد بِقِرَاءَة الْقُرْآن ﴿مِن قَبْلِ إَن يقْضى إِلَيْكَ وَحْيُهُ﴾ من قبل أَن يفرغ جِبْرِيل من قِرَاءَة الْقُرْآن عَلَيْك وَكَانَ إِذا نزل عَلَيْهِ جِبْرِيل بِآيَة لم يفرغ جِبْرِيل من آخرهَا حَتَّى يتَكَلَّم رَسُول الله بأولها مَخَافَة أَن ينساها فَنَهَاهُ الله عَن ذَلِك وَقَالَ لَهُ ﴿وَقُل﴾ يَا مُحَمَّد ﴿رَّبِّ زِدْنِي عِلْمًا﴾ وحفظًا وفهمًا وَحكما بِالْقُرْآنِ
﴿وَلَقَد عهدنا إِلَى آدم﴾ أمرنَا آدم أَن لَا يَأْكُل من هَذِه الشَّجَرَة ﴿مِن قَبْلُ﴾ من قبل أكله من الشَّجَرَة وَيُقَال من قبل مجىء مُحَمَّد ﷺ ﴿فَنَسِيَ﴾ فَترك مَا أَمر بِهِ ﴿وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عزما﴾ جزما وعزيمة الرِّجَال
﴿وَإِذ قُلْنَا للْمَلَائكَة﴾ الَّذين كَانُوا فِي الأَرْض ﴿اسجدوا لآدَم﴾ سَجْدَة التَّحِيَّة ﴿فسجدوا إِلَّا إِبْلِيس﴾ رئيسهم ﴿أَبى﴾ تعظم عَن السُّجُود لآدَم
﴿فَقُلْنَا يَا آدم إِنَّ هَذَا عَدُوٌّ لَّكَ وَلِزَوْجِكَ﴾ حَوَّاء ﴿فَلاَ يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجنَّة﴾ بطاعتكما لَهُ ﴿فتشقى﴾ فتتعب
﴿إِنَّ لَكَ أَلاَّ تَجُوعَ فِيهَا﴾ فِي الْجنَّة من الطَّعَام ﴿وَلاَ تعرى﴾ من الثِّيَاب
﴿وَأَنَّكَ لاَ تَظْمَأُ فِيهَا﴾ لَا تعطش فِيهَا ﴿وَلاَ تضحى﴾ وَلَا يصيبك حر الشَّمْس وَيُقَال لَا نعرق
﴿فوسوس إِلَيْهِ الشَّيْطَان﴾ بِأَكْل الشَّجَرَة ﴿قَالَ يَا آدم هَلْ أَدُلُّكَ على شَجَرَةِ الْخلد﴾ من أكل مِنْهَا خلد وَلَا يَمُوت ﴿وَمُلْكٍ لاَّ يبْلى﴾ يبْقى فِي ملك لَا يفنى
﴿فأكلا مِنْهَا﴾ من الشَّجَرَة ﴿فبدت لَهما سوآتهما﴾ فظهرت لَهما عوراتهما ﴿وَطَفِقَا﴾ عمدا ﴿يَخْصِفَانِ﴾ يلزقان ﴿عَلَيْهِمَا﴾ على عوراتهما ﴿مِن وَرَقِ الْجنَّة﴾ من ورق التِّين كلما ألزقا بَعْضهَا إِلَى بعض تساقطت ﴿وَعصى آدم رَبَّهُ﴾ بِأَكْلِهِ من الشَّجَرَة ﴿فغوى﴾ ترك طَرِيق الْهدى فَلم يصب بِأَكْلِهِ من الشَّجَرَة مَا أَرَادَهُ
﴿ثُمَّ اجتباه﴾ ثمَّ اصطفاه ﴿رَبُّهُ﴾ بِالتَّوْبَةِ ﴿فَتَابَ عَلَيْهِ﴾ فَتَجَاوز عَنهُ ﴿وَهدى﴾ هداه إِلَى التَّوْبَة
﴿قَالَ اهبطا مِنْهَا﴾ من الْجنَّة ﴿جَمِيعًا﴾ لآدَم وحواء والحية والطاوس ﴿بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ﴾ الْحَيَّة لبني آدم وَبَنُو آدم للحية ﴿فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدىً﴾ فحين يَأْتينكُمْ يَا ذُرِّيَّة آدم مني هدى كتاب وَرَسُول ﴿فَمَنِ اتبع هُدَايَ﴾ كتابي ورسولي ﴿فَلاَ يَضِلُّ﴾ باتباعه إيَّاهُمَا فِي الدُّنْيَا ﴿وَلاَ يشقى﴾ فى الْآخِرَة
﴿وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي﴾ عَن توحيدي وَيُقَال كفر بكتابي ورسولي ﴿فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا﴾ عذَابا شَدِيدا فِي الْقَبْر وَيُقَال فِي النَّار ﴿وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَة أعمى﴾
﴿قَالَ﴾ يَقُول ﴿رَبِّ﴾ يَا رَبِّي ﴿لِمَ حشرتني أعمى وَقَدْ كُنتُ بَصِيرًا﴾ فِي الدُّنْيَا
﴿قَالَ كَذَلِك﴾ هَكَذَا لِأَنَّك ﴿أَتَتْكَ آيَاتُنَا﴾ كتَابنَا ورسولنا ﴿فَنَسِيتَهَا﴾ فَتركت الْعَمَل وَالْإِقْرَار بهَا ﴿وَكَذَلِكَ الْيَوْم تنسى﴾ تتْرك فِي النَّار
﴿وَكَذَلِكَ﴾ هَكَذَا ﴿نَجْزِي مَنْ أَسْرَفَ﴾ من أشرك ﴿وَلَمْ يُؤْمِن بِآيَاتِ رَبِّهِ﴾ يَعْنِي الْكتاب وَالرَّسُول ﴿وَلَعَذَابُ الْآخِرَة أَشَدُّ وَأبقى﴾ أدوم من عَذَاب الدُّنْيَا
﴿أَفَلَمْ يَهْدِ لَهُمْ﴾ يبين لأهل مَكَّة ﴿كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِّنَ الْقُرُون﴾ الْمَاضِيَة ﴿يَمْشُونَ فِي مساكنهم﴾ مَنَازِلهمْ

1 / 267