261

تنویر المقباس من تفسیر ابن عباس

تنوير المقباس من تفسير ابن عباس

خپرندوی

دار الكتب العلمية

د خپرونکي ځای

لبنان

مثل مَا جئتنا بِهِ ﴿فَاجْعَلْ بَيْنَنَا وَبَيْنَكَ﴾ يَا مُوسَى ﴿مَوْعِدًا﴾ أََجَلًا ﴿لاَّ نُخْلِفُهُ﴾ لَا نجاوزه ﴿نَحْنُ وَلاَ أَنتَ مَكَانًا سُوىً﴾ غير هَذِه وَيُقَال سوى أَي عدلا وَنصفا بَيْننَا وَبَيْنك إِن قُرِئت بِضَم السِّين
﴿قَالَ﴾ مُوسَى ﴿مَوْعِدُكُمْ﴾ أجلكم ﴿يَوْمُ الزِّينَة﴾ وَهُوَ يَوْم السُّوق وَيُقَال يَوْم الْعِيد وَيُقَال يَوْم النيروز ﴿وَأَن يُحْشَرَ﴾ يجمع ﴿النَّاس﴾ من الْمَدَائِن ﴿ضحى﴾ ضحوة
﴿فَتَوَلّى فِرْعَوْنُ﴾ فَرجع فِرْعَوْن إِلَى أَهله ﴿فَجَمَعَ كَيْدَهُ﴾ حيلته وسحرته اثْنَيْنِ وَسبعين ساحرًا ﴿ثُمَّ أَتَى﴾ الموعدة
﴿قَالَ لَهُمْ مُوسَى﴾ للسحرة ﴿وَيْلَكُمْ﴾ ضيق الله عَلَيْكُم الدُّنْيَا ﴿لاَ تَفْتَرُواْ﴾ لَا تختلقوا ﴿عَلَى الله كَذِبًا فَيُسْحِتَكُم﴾ فيهلككم ﴿بِعَذَابٍ﴾ من عِنْده ﴿وَقَدْ خَابَ﴾ خسر ﴿مَنِ افترى﴾ اختلق على الله الْكَذِب
﴿فتنازعوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ﴾ فتشاوروا فِيمَا بَينهم إِن غلب علينا مُوسَى آمنا بِهِ ﴿وَأَسَرُّواْ﴾ هَذَا ﴿النَّجْوَى﴾ من فِرْعَوْن
ثمَّ ﴿قَالُوا﴾ بالعلانية ﴿إِنْ هَذَانِ لَسَاحِرَانِ﴾ بلغَة بنى الْحَارِث بن كَعْب وَإِنَّمَا قَالَ إِن هَذَانِ على اللُّغَة لَا على الْإِعْرَاب وَيُقَال قَالَ لَهُم فِرْعَوْن إِن هَذَانِ مُوسَى وَهَارُون لساحران ﴿يُرِيدَانِ أَن يُخْرِجَاكُمْ﴾ يَعْنِي مُوسَى وَهَارُون ﴿مِّنْ أَرْضِكُمْ﴾ مصر ﴿بِسِحْرِهِمَا وَيَذْهَبَا بِطَرِيقَتِكُمُ﴾ بدينكم ورجالكم ﴿المثلى﴾ الأمثل فالأمثل أهل الرأى والشرف
﴿فَأَجْمِعُواْ كَيْدَكُمْ﴾ مكركم وسحرتكم وعلمكم ﴿ثُمَّ ائْتُوا صَفًّا﴾ جَمِيعًا ﴿وَقَدْ أَفْلَحَ﴾ فَازَ ﴿الْيَوْم مَنِ استعلى﴾
﴿قَالُوا﴾ يعْنى السَّحَرَة لمُوسَى ﴿يَا مُوسَى إِمَّآ أَن تُلْقِيَ﴾ عصاك إِلَى الأَرْض أَولا ﴿وَإِمَّآ أَن نَّكُونَ أَوَّلَ مَنْ ألْقى﴾
﴿قَالَ﴾ لَهُم مُوسَى ﴿بَلْ أَلْقُواْ﴾ أَنْتُم أَولا فَألْقوا اثْنَيْنِ وَسبعين عَصا واثنين وَسبعين حبلًا ﴿فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ﴾ أرى مُوسَى ﴿مِن سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تسْعَى﴾ تمْضِي
﴿فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُوسَى﴾ يَقُول أضمر مُوسَى فِي قلبه الْخَوْف خَافَ أَن لَا يظفر بهم فيقتلون من آمن بِهِ
﴿قُلْنَا﴾ لمُوسَى ﴿لاَ تَخَفْ إِنَّكَ أَنتَ الْأَعْلَى﴾ الْغَالِب عَلَيْهِم
﴿وَأَلْقِ﴾ على الأَرْض ﴿مَا فِي يَمِينِكَ﴾ يَا مُوسَى ﴿تَلْقَفْ﴾ تلقم ﴿مَا صَنَعُوا﴾ مَا طرحوا من العصي والحبال ﴿إِنَّمَا صَنَعُواْ﴾ طرحوا ﴿كَيْدُ سَاحِرٍ﴾ عمل سحر ﴿وَلاَ يُفْلِحُ﴾ لَا يَأْمَن وَلَا ينجو من عَذَاب الله وَلَا يفوز ﴿السَّاحر حَيْثُ أَتَى﴾ أَيْنَمَا كَانَ
﴿فَأُلْقِيَ السَّحَرَة سُجَّدًا﴾ فسجدوا من سرعَة سجودهم كَأَنَّهُمْ ألقوا ﴿قَالُوا﴾ يَعْنِي السَّحَرَة ﴿آمَنَّا بِرَبِّ هَارُون ومُوسَى﴾
﴿قَالَ﴾ لَهُم فِرْعَوْن ﴿آمَنتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آذن لَكُمْ﴾ قبل أَن آمركُم بِهِ ﴿إِنَّهُ﴾ يَعْنِي مُوسَى ﴿لَكَبِيرُكُمُ﴾ عالمكم ﴿الَّذِي عَلَّمَكُمُ السحر فَلأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِّنْ خِلاَفٍ﴾ الْيَد الْيُمْنَى وَالرجل الْيُسْرَى ﴿وَلأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النّخل﴾ على جُذُوع النّخل ﴿وَلَتَعْلَمُنَّ أَيُّنَآ أَشَدُّ عَذَابًا وَأبقى﴾ أدوم أَنا أَو رب مُوسَى وَهَارُون
﴿قَالُواْ﴾ يَعْنِي السَّحَرَة لفرعون ﴿لَن نُّؤْثِرَكَ﴾ لن نَخْتَار عبادتك وطاعتك ﴿على مَا جَآءَنَا مِنَ الْبَينَات﴾

1 / 263