تنویر المقباس من تفسیر ابن عباس
تنوير المقباس من تفسير ابن عباس
خپرندوی
دار الكتب العلمية
د خپرونکي ځای
لبنان
﴿يَدْخُلُونَهَا وَمَنْ صَلَحَ﴾ من وحد ﴿مِنْ آبَائِهِمْ﴾ يدْخلُونَهَا أَيْضا ﴿وَأَزْوَاجِهِمْ﴾ من وحد من أَزوَاجهم يدْخلُونَهَا أَيْضا ﴿وَذُرِّيَّاتِهِمْ﴾ من وحد من ذرياتهم يدْخلُونَ أَيْضا جنَّات عدن ﴿وَالمَلاَئِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِّن كُلِّ بَابٍ﴾ يُقَال لكل وَاحِد مِنْهُم خيمة من در مجوفة لَهَا أَرْبَعَة آلَاف بَاب لكل بَاب مصراع يدْخل عَلَيْهِم من كل بَاب ملك
يَقُولُونَ ﴿سَلاَمٌ عَلَيْكُم بِمَا صَبَرْتُمْ﴾ هَذِه الْجنَّة بِمَا صَبَرْتُمْ على أَمر الله والمرازي ﴿فَنِعْمَ عُقبى الدَّار﴾ نعم الْجنَّة لكم
﴿وَالَّذين يَنقُضُونَ عَهْدَ الله﴾ يتركون فَرَائض الله ﴿مِن بَعْدِ مِيثَاقِهِ﴾ تغليظه وتشديده وتأكيده ﴿وَيَقْطَعُونَ مَآ أَمَرَ الله بِهِ أَن يُوصَلَ﴾ من الْأَرْحَام وَالْإِيمَان بِمُحَمد ﷺ وَالْقُرْآن ﴿وَيُفْسِدُونَ فِي الأَرْض﴾ بالْكفْر والشرك وَالدُّعَاء إِلَى غير عبَادَة الله ﴿أُولَئِكَ﴾ أهل هَذِه الصّفة ﴿لَهُمُ اللَّعْنَة﴾ السخطة فِي الدُّنْيَا ﴿وَلَهُمْ سوء الدَّار﴾ يَعْنِي النَّار فِي الْآخِرَة
﴿الله يَبْسُطُ الرزق لِمَنْ يَشَآءُ﴾ قَالَ ابْن عَبَّاس وَإِن من عباده عبادًا لَا يصلح لَهُم إِلَّا الْبسط وَلَو صرفُوا إِلَى غَيره لَكَانَ شرا لَهُم وَإِن من عباده عبادًا لَا يصلح لَهُم إِلَّا التقتير وَلَو صرفُوا إِلَى غَيره لَكَانَ شرا لَهُم أَي يُوسع المَال على من يَشَاء فِي الدُّنْيَا وَهُوَ مكرمته ﴿وَيَقَدِرُ﴾ يقتر على من يَشَاء وَهُوَ نظر مِنْهُ ﴿وفرحوا بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا﴾ رَضوا بِمَا فِي الْحَيَاة الدُّنْيَا من النَّعيم وَالسُّرُور ﴿وَمَا الْحَيَاة الدُّنْيَا﴾ مَا فِي الْحَيَاة من النَّعيم وَالسُّرُور ﴿فِي الْآخِرَة﴾ عِنْد نعيم الْآخِرَة فِي الْبَقَاء ﴿إِلاَّ مَتَاعٌ﴾ إِلَّا شَيْء قَلِيل كمتاع الْبَيْت مثل السكرجة والقدح وَالْقدر وَغير ذَلِك
﴿وَيَقُول الَّذين كفرُوا﴾ بِمُحَمد ﵊ وَالْقُرْآن ﴿لَوْلاَ أُنزِلَ عَلَيْهِ﴾ هلا أنزل على مُحَمَّد ﵊ ﴿آيَةٌ﴾ عَلامَة ﴿مِّن رَّبِّهِ﴾ لنبوته كَمَا كَانَت للرسل الْأَوَّلين بِزَعْمِهِ ﴿قُلْ﴾ يَا مُحَمَّد ﴿إِنَّ الله يُضِلُّ مَن يَشَآءُ﴾ عَن دينه من كَانَ أَهلا لذَلِك ﴿وَيهْدِي﴾ يرشد ﴿إِلَيْهِ﴾ إِلَى دينه ﴿مَنْ أَنَابَ﴾ من أقبل إِلَى الله
﴿الَّذين آمنُوا﴾ بِمُحَمد ﷺ وَالْقُرْآن ﴿وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ﴾ وترضى وتسكن قُلُوبهم ﴿بِذِكْرِ الله﴾ الْقُرْآن وَيُقَال بِالْحلف بِاللَّه ﴿تطمئِن الْقُلُوب﴾ أَي تسكن وتوضى الْقُلُوب
﴿الَّذين آمنُوا﴾ بِمُحَمد ﵊ وَالْقُرْآن ﴿وَعَمِلُواْ الصَّالِحَات﴾ الطَّاعَات فِيمَا بَينهم وَبَين رَبهم ﴿طُوبَى لَهُمْ﴾ غِبْطَة لَهُم وَيُقَال طُوبَى شَجَرَة فِي الْجنَّة سَاقهَا من ذهب وورقها الْحلَل وَثَمَرهَا من كل لون وَأَغْصَانهَا مُتَوَالِيَات فِي الْجنَّة وتحتها كُثْبَان الْمسك والعنبر والزعفران ﴿وَحُسْنُ مَآبٍ﴾ الْمرجع فِي الْجنَّة
﴿كَذَلِكَ أَرْسَلْنَاكَ فِي أُمَّةٍ﴾ يَقُول هَكَذَا أَرْسَلْنَاك إِلَى أمة ﴿قَدْ خَلَتْ﴾ مَضَت ﴿مِن قَبْلِهَآ أُمَم لتتلو عَلَيْهِمُ﴾ لتقرأ عَلَيْهِم ﴿الَّذِي أَوْحَيْنَآ إِلَيْكَ﴾ أنزلنَا إِلَيْك جِبْرَائِيل بِهِ يَعْنِي الْقُرْآن ﴿وَهُمْ يَكْفُرُونَ بالرحمن﴾ يَقُولُونَ مَا نَعْرِف الرَّحْمَن إِلَّا مُسَيْلمَة الْكذَّاب ﴿قُلْ﴾ الرَّحْمَن ﴿هُوَ رَبِّي لَا إِلَه إِلاَّ هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ﴾ اتكلت ووثقت ﴿وَإِلَيْهِ مَتَابِ﴾ الْمرجع فِي الْآخِرَة
ثمَّ نزل فِي شَأْن عبد الله بن أُميَّة المَخْزُومِي وَأَصْحَابه لقَولهم أذهب عَنَّا جبال مَكَّة بقرآنك وأنبع فِيهَا الْعُيُون كَمَا كَانَ لداود عين الْقطر بزعمك وائتنا برِيح نركب عَلَيْهَا إِلَى الشَّام ونجى عَلَيْهَا كَمَا كَانَت لِسُلَيْمَان بزعمك وأحي مَوتَانا كَمَا أحيى عِيسَى بن مَرْيَم بزعمك فَقَالَ الله ﴿وَلَوْ أَنَّ قُرْآنًا﴾ غير قُرْآن مُحَمَّد ﷺ ﴿سُيِّرَتْ بِهِ الْجبَال﴾ أذهبت بِهِ الْجبَال عَن وَجه الأَرْض ﴿أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الأَرْض﴾ أَي قصد بِهِ الْبعد ﴿أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتَى﴾ أَو أحيى بِهِ الْمَوْتَى لَكَانَ بقرآن مُحَمَّد ﷺ ﴿بَل لِلَّهِ الْأَمر جَمِيعًا﴾ بل الله يفعل ذَلِك جَمِيعًا إِن شَاءَ ﴿أَفَلَمْ يَيْأَسِ الَّذين آمنُوا﴾ أفلم يعلم الَّذين آمنُوا بِمُحَمد ﵊ وَالْقُرْآن ﴿أَن لَّوْ يَشَآءُ الله لَهَدَى النَّاس جَمِيعًا﴾ لأكرم النَّاس كلهم بِدِينِهِ ﴿وَلاَ يَزَالُ الَّذين كَفَرُواْ﴾ بالكتب وَالرسل يَعْنِي كفار مَكَّة ﴿تُصِيبُهُم بِمَا صَنَعُواْ﴾ فِي كفرهم ﴿قَارِعَةٌ﴾ سَرِيَّة وَيُقَال صَاعِقَة ﴿أَوْ تَحُلُّ قَرِيبًا﴾
1 / 208