156

تنویر المقباس من تفسیر ابن عباس

تنوير المقباس من تفسير ابن عباس

خپرندوی

دار الكتب العلمية

د خپرونکي ځای

لبنان

يسير لَا يبْقى
﴿إِلاَّ تَنفِرُواْ﴾ إِن لم تخْرجُوا مَعَ نَبِيكُم إِلَى غَزْوَة تَبُوك ﴿يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا﴾ وجيعًا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَة ﴿وَيَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ﴾ خيرا مِنْكُم وأطوع ﴿وَلاَ تَضُرُّوهُ﴾ أَي لَا يضر الله جلوسكم ﴿شَيْئًا وَالله على كُلِّ شَيْءٍ﴾ من الْعَذَاب وَالْبدل ﴿قَدِيرٌ﴾
﴿إِلَّا تنصروه﴾ إِن لم تنصرُوا مُحَمَّد ﷺ بِالْخرُوجِ مَعَه إِلَى غَزْوَة تَبُوك ﴿فَقَدْ نَصَرَهُ الله إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذين كَفَرُواْ﴾ كفار مَكَّة ﴿ثَانِيَ اثْنَيْنِ﴾ يَعْنِي رَسُول الله وَأَبا بكر ﴿إِذْ هما﴾ رَسُول الله ﷺ وَأَبُو بكر ﵁ ﴿فِي الْغَار إِذْ يَقُول﴾ رَسُول الله ﷺ ﴿لِصَاحِبِهِ﴾ أبي بكر ﴿لاَ تَحْزَنْ﴾ يَا أَبَا بكر ﴿إِنَّ الله مَعَنَا﴾ معيننا ﴿فَأَنزَلَ الله سَكِينَتَهُ﴾ طمأنينته ﴿عَلَيْهِ﴾ على نبيه ﴿وَأَيَّدَهُ﴾ أَعَانَهُ يَوْم بدر وَيَوْم الْأَحْزَاب وَيَوْم حنين ﴿بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا﴾ يَعْنِي الْمَلَائِكَة ﴿وَجَعَلَ كَلِمَةَ﴾ دين ﴿الَّذين كَفَرُواْ السُّفْلى﴾ المغلوبة المذمومة ﴿وَكَلِمَةُ الله هِيَ الْعليا﴾ الْغَالِبَة الممدوحة ﴿وَالله عَزِيزٌ﴾ بالنقمة من أعدائه ﴿حَكِيمٌ﴾ بالنصرة لأوليائه
﴿انفروا﴾ اخْرُجُوا مَعَ نَبِيكُم إِلَى غَزْوَة تَبُوك ﴿خِفَافًا وَثِقَالًا﴾ شبانًا وشيوخًا وَيُقَال نشاطًا وَغير نشاط وَيُقَال خفافًا من المَال والعيال وثقالًا بِالْمَالِ والعيال ﴿وَجَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ الله﴾ فِي طَاعَة الله ﴿ذَلِكُم﴾ الْجِهَاد ﴿خَيْرٌ لَّكُمْ﴾ من الْجُلُوس ﴿إِن كُنتُمْ﴾ إِذْ كُنْتُم ﴿تَعْلَمُونَ﴾ وتصدقون ذَلِك
﴿لَوْ كَانَ عَرَضًا قَرِيبًا﴾ غنيمَة قريبَة ﴿وَسَفَرًا قَاصِدًا﴾ هينًا ﴿لاَّتَّبَعُوكَ﴾ إِلَى غَزْوَة تَبُوك بِطيبَة الْأَنْفس ﴿وَلَكِن بَعُدَتْ عَلَيْهِمُ الشقة﴾ السّفر إِلَى الشَّام ﴿وَسَيَحْلِفُونَ بِاللَّه﴾ لكم إِذا رجعتم من غَزْوَة تَبُوك عبد الله بن أبي وجد بن قيس ومعتب بن قُشَيْر وأصحابهم الَّذين تخلفوا عَن غَزْوَة تَبُوك ﴿لَوِ استطعنا﴾ بالزاد وَالرَّاحِلَة ﴿لَخَرَجْنَا مَعَكُمْ﴾ إِلَى غَزْوَة تَبُوك ﴿يُهْلِكُونَ أَنْفُسَهُمْ﴾ بِالْحلف الكاذبة ﴿وَالله يَعْلَمُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ﴾ لأَنهم كَانُوا يَسْتَطِيعُونَ الْخُرُوج مَعَ النَّبِي ﷺ
﴿عَفَا الله عَنكَ﴾ يَا مُحَمَّد ﴿لِمَ أَذِنتَ لَهُمْ﴾ لِلْمُنَافِقين بِالْجُلُوسِ ﴿حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكَ الَّذين صَدَقُواْ﴾ فِي إِيمَانهم بِالْخرُوجِ مَعَك ﴿وَتَعْلَمَ الْكَاذِبين﴾ فِي إِيمَانهم بالتخلف عَن الْخُرُوج بِلَا إِذن
﴿لاَ يَسْتَأْذِنُكَ﴾ بعد غَزْوَة تَبُوك ﴿الَّذين يُؤْمِنُونَ بِاللَّه وَالْيَوْم الآخر﴾ فِي السِّرّ وَالْعَلَانِيَة ﴿أَن يُجَاهِدُواْ﴾ أَن لَا يجاهدوا ﴿بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ وَالله عَلِيمٌ بالمتقين﴾ الْكفْر والشرك
﴿إِنَّمَا يَسْتَأْذِنُكَ﴾ بِالْجُلُوسِ عَن الْخُرُوج ﴿الَّذين لاَ يُؤْمِنُونَ بِاللَّه وَالْيَوْم الآخر﴾ فِي السِّرّ ﴿وارتابت﴾ شكت ﴿قُلُوبُهُمْ فَهُمْ فِي رَيْبِهِمْ﴾ فِي شكهم ﴿يَتَرَدَّدُونَ﴾ يتحيرون
﴿وَلَوْ أَرَادُواْ الْخُرُوج﴾ مَعَك إِلَى غَزْوَة تَبُوك ﴿لأَعَدُّواْ لَهُ﴾ لِلْخُرُوجِ

1 / 158