تنویر المقباس من تفسیر ابن عباس
تنوير المقباس من تفسير ابن عباس
خپرندوی
دار الكتب العلمية
د خپرونکي ځای
لبنان
﴿وَابْن السَّبِيل﴾ ولقبل الضَّيْف والمحتاج كَائِنا من كَانَ وَكَانَ يقسم الْخمس فِي زمن النَّبِي ﷺ على خَمْسَة أسْهم سهم للنَّبِي ﷺ وَهُوَ سهم الله وَسَهْم لِلْقَرَابَةِ لِأَن النَّبِي ﷺ كَانَ يُعْطي قرَابَته لقبل الله وَسَهْم لِلْيَتَامَى وَسَهْم للْمَسَاكِين وَسَهْم لِابْنِ السَّبِيل فَلَمَّا مَاتَ النَّبِي ﷺ سقط سهم النَّبِي ﷺ وَالَّذِي كَانَ يعْطى لِلْقَرَابَةِ لقَوْل أبي بكر سَمِعت رَسُول الله ﷺ يَقُول لكل نَبِي طعمة فِي حَيَاته فَإِذا مَاتَ سَقَطت فَلم يكن بعده لأحد وَكَانَ يقسم أَبُو بكر وَعمر وَعُثْمَان وَعلي فِي خلافتهم الْخمس على ثَلَاثَة أسْهم سهم لِلْيَتَامَى غير يتامى بني عبد الْمطلب وَسَهْم للْمَسَاكِين غير مَسَاكِين بني عبد الْمطلب وَسَهْم لِابْنِ السَّبِيل للضيف والمحتاج ﴿إِن كُنتُمْ﴾ إِذْ كُنْتُم ﴿آمَنْتُمْ بِاللَّه وَمَآ أَنزَلْنَا﴾ وَبِمَا أنزلنَا ﴿على عَبدنَا﴾ مُحَمَّد ﵊ ﴿يَوْمَ الْفرْقَان﴾ يَوْم الدولة والنصرة لمُحَمد وَأَصْحَابه وَيُقَال يَوْمَ الْفرْقَان يَوْم فرق بَين الْحق وَالْبَاطِل وَهُوَ يَوْم بدر حكم بالنصرة وَالْغنيمَة للنَّبِي ﷺ وَأَصْحَابه وَالْقَتْل والهزيمة لأبي جهل وَأَصْحَابه ﴿يَوْمَ التقى الْجَمْعَانِ﴾ جمع مُحَمَّد ﵊ وَجمع أبي سُفْيَان ﴿وَالله على كُلِّ شَيْءٍ﴾ من النُّصْرَة وَالْغنيمَة للنَّبِي ﷺ وَأَصْحَابه وَالْقَتْل والهزيمة لأبي جهل وَأَصْحَابه ﴿قَدِيرٌ﴾
﴿إِذْ أَنتُمْ﴾ يَا معشر الْمُؤمنِينَ ﴿بِالْعُدْوَةِ الدُّنْيَا﴾ الْقُرْبَى إِلَى الْمَدِينَة دون الْوَادي ﴿وَهُم﴾ يَعْنِي أَبَا جهل وَأَصْحَابه ﴿بالعدوة القصوى﴾ البعدى من الْمَدِينَة من خلف الْوَادي ﴿والركب﴾ العير أَبُو سُفْيَان وَأَصْحَابه ﴿أَسْفَلَ مِنكُمْ﴾ على شط الْبَحْر بِثَلَاثَة أَمْيَال ﴿وَلَوْ تَوَاعَدتُّمْ﴾ فِي الْمَدِينَة لِلْقِتَالِ ﴿لاَخْتَلَفْتُمْ فِي الميعاد﴾ فِي الْمَدِينَة بذلك ﴿وَلَكِن لِّيَقْضِيَ الله﴾ ليمضي الله ﴿أَمْرًا كَانَ مَفْعُولًا﴾ كَائِنا بالنصرة وَالْغنيمَة للنَّبِي ﷺ وَأَصْحَابه وَالْقَتْل والهزيمة لأبي جهل وَأَصْحَابه ﴿لِّيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ﴾ يَقُول ليهلك على الْكفْر من أَرَادَ الله أَن يهْلك ﴿عَن بَيِّنَةٍ﴾ بعد الْبَيَان بالنصرة لمُحَمد ﷺ ﴿وَيحيى﴾ وَيثبت على الْإِيمَان ﴿مَنْ حَيَّ﴾ من أَرَادَ الله أَن يثبت ﴿عَن بَيِّنَةٍ﴾ بعد الْبَيَان بالنصرة لمُحَمد ﷺ وَيُقَال ليهلك ليكفر من هلك من أَرَادَ الله أَن يكفر عَن بَيِّنَة بعد الْبَيَان بالنصرة لمُحَمد ﷺ ويؤمن من أَرَادَ الله أَن يُؤمن من بعد الْبَيَان ﴿وَإِنَّ الله لَسَمِيعٌ﴾ لدعائكم ﴿عَلِيمٌ﴾ بإجابتكم ونصرتكم
﴿إِذْ يُرِيكَهُمُ الله فِي مَنَامِكَ﴾ يَا مُحَمَّد قبل بدر ﴿قَلِيلًا وَلَوْ أَرَاكَهُمْ كَثِيرًا لَّفَشِلْتُمْ﴾ لجبنتم ﴿وَلَتَنَازَعْتُمْ فِي الْأَمر﴾ لاختلفتم فِي أَمر الْحَرْب ﴿وَلَكِن الله سَلَّمَ﴾ قضى ﴿إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُور﴾ بِمَا فِي الْقُلُوب
﴿وَإِذْ يُرِيكُمُوهُمْ﴾ يَوْم بدر ﴿إِذِ التقيتم﴾ لَقِيتُم ﴿فِي أَعْيُنِكُمْ قَلِيلًا﴾ حَتَّى أجرأكم عَلَيْهِم ﴿وَيُقَلِّلُكُمْ فِي أَعينهم﴾ حَتَّى اجترءوا عَلَيْكُم ﴿لِيَقْضِيَ الله أَمْرًا﴾ ليمضي الله أمرا بالنصرة وَالْغنيمَة لمُحَمد ﵊ وَأَصْحَابه وَالْقَتْل والهزيمة لأبي جهل وَأَصْحَابه ﴿كَانَ مَفْعُولًا﴾ كَائِنا ﴿وَإِلَى الله تُرْجَعُ الْأُمُور﴾ عواقب الْأُمُور فِي الْآخِرَة
﴿يَا أَيهَا الَّذين آمنُوا﴾ يَعْنِي أَصْحَاب مُحَمَّد ﷺ ﴿إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً﴾ جمَاعَة من الْكفَّار يَوْم بدر ﴿فاثبتوا﴾ مَعَ نَبِيكُم فِي الْحَرْب ﴿واذْكُرُوا الله كَثِيرًا﴾ بِالْقَلْبِ وَاللِّسَان بالتهليل وَالتَّكْبِير ﴿لَّعَلَّكُمْ تُفْلَحُونَ﴾ لكَي تنجوا من السخطة وَالْعَذَاب وَتنصرُوا
﴿وَأَطِيعُواْ الله وَرَسُولَهُ﴾ فِي أَمر الْحَرْب ﴿وَلاَ تَنَازَعُواْ﴾ لَا تختلفوا فِي أَمر الْحَرْب ﴿فَتَفْشَلُواْ﴾ فتجبنوا ﴿وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ﴾ شدتكم وَالرِّيح النُّصْرَة ﴿واصبروا﴾ فِي الْقِتَال مَعَ نَبِيكُم ﴿إِنَّ الله مَعَ الصابرين﴾ معِين الصابرين فِي الْحَرْب
﴿وَلاَ تَكُونُواْ﴾ فِي الْمعْصِيَة ﴿كَالَّذِين خَرَجُواْ مِن دِيَارِهِم﴾ مَكَّة ﴿بَطَرًا﴾ أشرًا ﴿وَرِئَآءَ النَّاس﴾ سمعة النَّاس ﴿وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ الله﴾ عَن دين الله وطاعته ﴿وَالله بِمَا يَعْمَلُونَ﴾ فِي الْخُرُوج على النَّبِي ﷺ وَالْحَرب ﴿مُحِيطٌ﴾ عَالم
﴿وَإِذْ زَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَان أَعْمَالَهُمْ﴾ إِبْلِيس خُرُوجهمْ ﴿وَقَالَ لاَ غَالِبَ لَكُمُ﴾ عَلَيْكُم ﴿الْيَوْم مِنَ النَّاس﴾ مُحَمَّد ﷺ وَأَصْحَابه ﴿وَإِنِّي جَارٌ لَّكُمْ﴾ معِين لكم ﴿فَلَمَّا تَرَآءَتِ الفئتان﴾ الْجَمْعَانِ جمع الْمُؤمنِينَ وَجمع الْكَافرين وَرَأى إِبْلِيس جِبْرِيل مَعَ الْمَلَائِكَة ﴿نَكَصَ على عَقِبَيْهِ﴾ رَجَعَ إِلَى خَلفه
1 / 149