تنویر المقباس من تفسیر ابن عباس
تنوير المقباس من تفسير ابن عباس
خپرندوی
دار الكتب العلمية
د خپرونکي ځای
لبنان
آمركُم أَن تعبدوا رَبًّا ﴿وَهُوَ﴾ وَقد ﴿فَضَّلَكُمْ عَلَى الْعَالمين﴾ عالمي زمانكم بِالْإِسْلَامِ
﴿وَإِذْ أَنْجَيْنَاكُمْ مِّنْ آلِ فِرْعَونَ﴾ من فِرْعَوْن وَقَومه ﴿يسومونكم سوء الْعَذَاب يُقَتِّلُونَ أَبْنَآءَكُمْ﴾ صغَارًا ﴿وَيَسْتَحْيُونَ﴾ يستخدمون ﴿نِسَآءَكُمْ﴾ كبارًا ﴿وَفِي ذَلِكُم﴾ فِيمَا نجاكم ﴿بلَاء﴾ نعْمَة ﴿مِّن رَّبِّكُمْ عَظِيمٌ﴾ عَظِيمَة وَيُقَال وَفِي ذَلِكُم فِي عَذَابه بلَاء بلية من ربكُم عَظِيم عَظِيمَة
﴿وَوَاعَدْنَا مُوسَى﴾ الْإِتْيَان إِلَى الْجَبَل ﴿ثَلاَثِينَ لَيْلَةً﴾ شهر ذِي الْقعدَة ﴿وَأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرٍ﴾ من ذِي الْحجَّة ﴿فَتَمَّ مِيقَاتُ رَبِّهِ﴾ ميعاد ربِّهِ ﴿أَرْبَعِينَ لَيْلَةً﴾ كَمَا وعده ﴿وَقَالَ مُوسَى لأَخِيهِ هَارُونَ اخلفني﴾ كن خليفتي ﴿فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ﴾ مرهم بالصلاح ﴿وَلاَ تَتَّبِعْ سَبِيلَ المفسدين﴾ طَرِيق المفسدين بِالْمَعَاصِي
﴿وَلَمَّا جَآءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا﴾ لميعادنا بمدين ﴿وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ﴾ طمع فِي الرُّؤْيَة ﴿قَالَ﴾ الله ﴿لَن تَرَانِي﴾ لن تقدر أَن تراني فِي الدُّنْيَا يَا مُوسَى ﴿وَلَكِن انْظُرْ إِلَى الْجَبَلِ﴾ أعظم جبل بمدين ﴿فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ﴾ فَإِن اسْتَقر الْجَبَل لرؤيتي ﴿فَسَوْفَ تَرَانِي﴾ فلعلك تراني ﴿فَلَمَّا تجلى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ﴾ ظهر لجبل زبير ﴿جَعَلَهُ دَكًّا﴾ كسرًا ﴿وَخَرَّ مُوسَى صَعِقًا﴾ مغشيًا عَلَيْهِ ﴿فَلَمَّآ أَفَاقَ﴾ من غَشيته ﴿قَالَ سُبْحَانَكَ﴾ نزه ربه ﴿تُبْتُ إِلَيْك﴾ من مسئلتي الرُّؤْيَة ﴿وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُؤمنِينَ﴾ المقرين بأنك لن ترى فِي الدُّنْيَا
﴿قَالَ يَا مُوسَى إِنِّي اصطفيتك عَلَى النَّاس﴾ على بني إِسْرَائِيل ﴿بِرِسَالاَتِي وَبِكَلاَمِي﴾ وبتكلمي مَعَك ﴿فَخُذْ مَآ آتَيْتُكَ﴾ فاعمل بِمَا أَعطيتك ﴿وَكُنْ مِّنَ الشَّاكِرِينَ﴾ بتكليمي مَعَك من بَين النَّاس
﴿وَكَتَبْنَا لَهُ فِي الألواح مِن كُلِّ شَيْءٍ مَّوْعِظَةً﴾ نهيا ﴿وَتَفْصِيلًا﴾ تبيانًا ﴿لِّكُلِّ شَيْءٍ﴾ من الْحَلَال وَالْحرَام وَالْأَمر وَالنَّهْي ﴿فَخُذْهَا بِقُوَّةٍ﴾ فاعمل بهَا بجد ومواظبة النَّفس ﴿وَأْمُرْ قَوْمَكَ يَأْخُذُواْ بأحسنها﴾ يعملوا بمحكمها ويؤمنوا بمتشابهها ﴿سأريكم دَارَ الْفَاسِقين﴾ يَعْنِي دَار العاصين وَهِي جَهَنَّم وَيُقَال الْعرَاق وَيُقَال مصر
﴿سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِي﴾ عَن الْإِقْرَار بآياتي ﴿الَّذين يَتَكَبَّرُونَ فِي الأَرْض بِغَيْرِ الْحق﴾ بِلَا حقّ وَيُقَال سأريكم يَا مُحَمَّد دَار الْفَاسِقين دَار بدر وَيُقَال مَكَّة ﴿وَإِن يَرَوْاْ﴾ يَعْنِي فِرْعَوْن وَقَومه وَيُقَال أَبُو جهل وَأَصْحَابه ﴿كُلَّ آيَةٍ لاَّ يُؤْمِنُواْ بِهَا وَإِن يَرَوْاْ سَبِيلَ الرشد﴾ طَرِيق الْإِسْلَام وَالْخَيْر ﴿لاَ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا﴾ لَا يحسبوه طَرِيقا ﴿وَإِن يَرَوْاْ سَبِيلَ الغي﴾ طَرِيق الْكفْر والشرك ﴿يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا﴾ يحسبوه طَرِيقا ﴿ذَلِك﴾ الَّذِي ذكرت ﴿بِأَنَّهُمْ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا﴾ بكتابنا ورسولنا
1 / 137