211

و أن أطاع القوة المدبرة بطلت همته في طلب المفاخر الدنياوية ، ومال به الهوى إلى الأخلاق الدنية ؛ لأنها في مثال المرأة ، و القوة الغزيرية في مثال الرجل القوي الشجاع ، و مثال العين الغزيرية كالرجل[172/ب] الولي لله تعالى الذي ليس له نظر إلا إلى ربه تعالى ، و هي بمنزلة المصباح في البيت ، و ينسد بظلمة أعمال العين الغزيرية ، فإذا تجلى له قليلا من كمال الله و جلاله تشمر في إجلاء ذلك الذي كان بسببه إنسداد مصباح العين الغزيرية ، فإذا أشرق منها شيء من نور محبة الله أضاء في جميع [164/ج] آفاق العين الغزيرية و أفق العين المدبرة ، فينظر ما كان ينظره بالخيال حقيقة ، و ينظر إلى حقيقة ماتعلمته العين المدبرة من التخييل من الشيطان ، و ينظر الشيطان مهما جاء فيطرده ، و يزجر العين المدبرة عن أعمالها التخييلية ، و عن تقريبها للشيطان ، و يغلب عليها حتى لا تعمل شيئا إلا ما تأمرها، و لا يعمل هو إلا ما تأمره العين البصيرية فيشرق نور العلم من الغزيرية ونور المعرفة ، و تشرق محبة الله له ونور محبته هو لمولاه في جميع آفاق العين البصيرية،[93/أ] و العين الغزيرية و العين المدبرة .

مخ ۲۱۲