198

تنوير العقول

تنوير العقول لابن أبي نبهان تحقيق؟؟

ژانرونه

ثم قال: " غير المغضوب عليهم " (¬1) قيل : هم اليهود ، و " ولا الضالين " (¬2) وهم النصارى ، و هذا تأويل غير صحيح ،و لا يصح أن يصح ؛ لأنه لا يصح عليه أنه رأى ضلال المشركين ، و براءة الله لهم ، و ضلال الضالين الفاسقين الدائنين بما ضلوا[160/ب] به ، و المنتهكين لما عرفوه من الحق ، و لا يبرأ منهم لله ، ولا يعاديهم لله تعالى لله ، و لا يسأل الله تعالى أن يوفقه على الحق المبين في ذلك مع مشاهدته لجميع هذه الأمور! ، فصح أن التأويل الصحيح الذي لا يليق بهذا المخاطب لمولاه أن يوصف في تبرية من أعداء الله إلا أن يكون المعنى غير المغضوب عليهم من جميع المشركين ،و لا الضالين من أهل القبلة باستحلال فيما ضلوا به ، أو بانتهاك لما عرفوه من الحق حتى يكون يبرء من جميع أعداء الله ، كما أن بالآية تولي [153/ج] جميع أولياء الله تعالى .

و بهذا البحث يتضح الحق في جميع ما ذكرناه في تأويل ما رسمناه من الرواية عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ،و أما قومنا فليس لهم قوة علم في الولاية و البراءة ، و لذلك لم يفسر أكثرهم على هذا المعنى ، و أتى الله تعالى آيات الفاتحة كأن وليا من أوليائه يخاطبه بها سالكا مسلك من أعجزهم بالبلاغة و الفصاحة من أهل النظم في تغزلهم و تشبهم ، و معي أن المراد بها على الخصوص أنه كذلك هو الرسول - صلى الله عليه وسلم - ، أو على العموم بطريق الأمر لغيره جميع أهل التقوى كل على قدر استطاعته من معناها ، إذ ليس لمعناها في كمال تحسين الأدب بعد أداء الواجب في حضرة الله غاية ، و أعلى غاية بلغ فيها هو النبي - صلى الله عليه وسلم - .[161/ب]

[حديث تحريم لبس الذهب و الحرير]

¬__________

(¬1) سورة الفاتحة:7.

(¬2) سورة الفاتحة:7.

مخ ۱۹۹