176

تنوير العقول

تنوير العقول لابن أبي نبهان تحقيق؟؟

ژانرونه

و لم يقل أن الله خلق آدم صفاته على صفات الله ؛ لأنه لفظ لا يجوز أن يتكلم به في الله تعالى ؛ لأنه لفظ يوهم معناه وجود التشابه في الصفات ؛ لأنه تعالى يوصف بأن له صفات ، و يجوز في الإنسان أن توصف له صفات ،[143/ب] و أما[136/ج] أن يوصف أن لله صورة فباطل و كفر ، و كان اللفظ بما لا يلتبس و لا يشتبه معناه في التوحيد لله المجيد هو الأصح ، و لا يجوز أن يحمل تأويله على ظاهر اللفظ بالإجماع أي بالدينونة في ذلك .

[صيغ الأمر و النهي في كلام الرسول صلى الله عليه وسلم]

بيان : و في كلامه - صلى الله عليه و سلم -كذلك ما هو في صيغة الأمر و النهي ، و المراد به هو أمر وجوبي و نهي تحريم ، و في كلامه في صيغة الأمر أو النهي و يريد بالأمر الإباحة و الإذن أو الندب و الحث في طلب الوسيلة إلى الله تعالى و لا يريد به الوجوب ، و في النهي يريد به الكراهية و الأدب ، و في بعض كلامه في صيغة النهي ، و يريد به جواز الاختلاف في تأويله ، و قد يكون كلامه على ما ذكرناه في كلام الله في التنزيل ، و لا يجوز إلا أن يجعل كل حكم على ما أراده من واجب أو وسيلة أو إباحة و إذن أو تكريه أو تحريم بالقرائن التي تدل على ذلك أو بالشهرة الصحيحة في ذلك عن أصحابه ، و هم[77/أ] حقيقة إرادته في جميع ذلك ؛ لأنه مبعوث لهداهم و لهدي الناس أجمعين ، فتلقى هداه عنه أصحابه ، و أصحابه هم الذين عليهم تبليغ الناس ، و إشاره بما عرفوه عنه و فهموه منه ، فمنهم من يفضى هداه إلى جميع أهل الإسلام .

[أوامر النبي صلى الله عليه وسلم]

بيان : فمن أوامره - صلى الله عليه و سلم - على الوجوب في صورة الحكاية و الإخبار قوله: " من ترك الصلاة فقد كفر " (¬1) ،

¬__________

(¬1) أخرجه ابن ماجه (5- كتاب إقامة الصلاة و السنة فيها 75- باب ماجاء فيمن ترك الصلاة ) رقم 1078 ، و ابن حبان (4/323) رقم 1463 ، و الطبراني في المعجم الكبير (9/191) رقم 8939 .

مخ ۱۷۷