152

تنوير العقول

تنوير العقول لابن أبي نبهان تحقيق؟؟

ژانرونه

و لنرجع إلى ما نحن بصدد ذكره في [113/ج] لزوم من لم يبلغه علم البعث و الحساب و العقاب ، و خطر بباله فألزمه أكثر أصحابنا اعتقاد تحقيق ذلك ، فإن شك هلك و لم ينفعه اعتقاد السؤال مع شكه ، و لو كان القائلين بهذا القول هم المبتلون بهذا المعنى[121/ب] لم يمكنهم تحقيق كون ذلك بلا شك ، و أتينا الحجة أنه من قسم الممكن من التوحيد ، و الممكن لا يعلم كونه و لا عدم و لا ما سيكون و لا ما لا[64/أ] يكون ؛ لأنه من الممكن الجائز هذا ، و هذا فلا يكون من الواجب إلا أن يخبرنا الله به في تنزيل ، أو على لسان رسول ، و لو لم يخبرنا الله به ، و لم يخبرنا به رسول ، و أجمعت الخلق على كون ذلك لم يكون ذلك بحجة ، و لم ينعقد في ذلك إجماع ؛ لأنه من علم الغيب ، ولا يعلم حقيقة كون ذلك من غير كونه إلا الله تعالى .

و ضربنا في ذلك [مثلا] (¬1) في الحيوان و لو أجمعت جميع الخلق مثلا أن الحيوان ليحيها الله تعالى يوم القيامة ، و تجازى و تثاب و تعاقب ، و لم يأت في ذلك و لا فينا علم في ذلك ما كان حجة على صحة ذلك ؛ لأن في هذا يكون الحق مع الله في واحد ، و إن كان مما يجوز القول فيه بالرأي ؛ لأن القول بالرأي كل يقول على ما يصوره بعقله أنه تقوم الحجة بذلك ، أو أنه لا تقوم الحجة بذلك، فلا يخطئ (¬2) في دينه ما لم يدن به فلا بأس .

و إنما لزمنا الإيمان بذلك لما جاءنا العلم عن الله على لسان رسله أن الله يفعل كذا و كذا ، لزمنا تصديق الله في كل ما يقوله لنا ، فإن كان مما تقوم الحجة بمعرفته من العقل بعد السماع به صار مما تقوم به الحجة [114/ج] بمعرفته بالعقل بعد السماع به ، و إن كان مما لا تقوم بمعرفته الحجة من العقل لم يكن مما تقوم الحجة بمعرفته من العقل، مثل تفصيل أنواع الكرامات في[122/ب] الجنان ، و مثل شراب أهل النار أنه صديدهم ، و مثل قمعهم بمقامع من حديد ، و ما أشبه ذلك .

¬__________

(¬1) سقط في أ.

(¬2) في ب فلا ينهى.

مخ ۱۵۳