144

تنوير العقول

تنوير العقول لابن أبي نبهان تحقيق؟؟

ژانرونه

فإن قلت : إن عليه اعتقاد ذلك في نفسه و نوعه دون سائر الحيوانات ، خص بذلك بدليل قوله تعالى " :إنا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولا" (¬1)

فالجواب : الأمانة هي عبادة الله تعالى التي كلف بها عباده أن يعبدوه بها و يطيعوه فيها ، وعرضها الله تعالى على السموات ، و ما فيها من النجوم ، و على الأرض و ما فيها من مياه و نيران و رياح وتراب و أحجار و نبات و حيوان و غير ذلك ، و ما في الهواء من كرات و سحاب أن يركب الله تعالى في كل شيء من ذلك عقلا يعقل معرفة العبادة التي تعبد [الله] (¬2) بها الإنسان المكلف إياها ، و معه القوة الهوائية تدعوه إلى معصية الله [113/ب] تعالى ، و قوة داعية تدعوه إلى طاعة الله تعالى ، و قوة مأمورة بإتباع القوة الداعية إلى الله ، و مخالفة القوة الهوائية الداعية إلى إتباع الهوى الداعي إلى المعصية .

فسأل الله تعالى كل شيء من ذلك أن لا يبتليه بعبادة على هذه الأحوال خوفا من الله تعالى أن يقع منهم إفراط أو تفريط بسبب وجود القوة الهوائية الداعية إلى إتباع الهوى بمعصيته تعالى [106/ج] لم تأبا عن حملها إباءة امتناع و عصيان ، وإنما أراد كل شيء من ذلك أن لا يركب فيه ما يمكنه أن يخالفه به ، أما ترى إلى الطير حين ابتلاه الله ، وكلفه طاعة النبي سليمان بن داود عليه السلام فلم يعصه طيره ، و كذلك سائر الحيوانات فلم تكن فيهن قوة داعية إلى معصية الله و لا معصية رسوله سليمان عليه السلام .

¬__________

(¬1) سورة الأحزاب:72.

(¬2) سقط في ب .

مخ ۱۴۵