وسلم قال : ( الطهارات أربع : قص الشارب ، وحلق العانة ، وتقليم الأظفار ، والسواك ) رواه البزار والطبراني عن أبي الدرداء ( قال النبي صلى الله عليه وسلم : ركعتان ) أي صلاة ركعتين ( بسواك خير من سبعين ركعة بغير سواك ) رواه الدارقطني عن أم الدرداء وإسناده حسن ، أي لما فيه من الفوائد التي منها طيب رائحة الفم ، وتذكر الشهادة عند الموت ، قال المناوي : لا دليل في هذا الحديث على أفضلية السواك على الجماعة التي هي بسبع وعشرين درجة ، لأن الدرجة متفاوتة المقدار ( وقال صلى الله عليه وسلم : تسوكوا فإن السواك مطهرة ) بفتح الميم أفصح من كسرها مصدر بمعنى اسم الفاعل أي مطهر ( للفم ) أو بمعنى الآلة : أي آلة تنظفه كما أفاده العزيزي ( مرضاة للرب ) رواه ابن ماجه ، وهو بفتح الميم بمعنى اسم الفاعل ، أي مرض للرب . قال العلقمي : سئل ابن هشام عن هذا الحديث كيف أخبر عن المذكر بالمؤنث ، فأجاب ليست التاء في مطهرة للتأنيث ، وإنما هي مفعلة الدالة على الكثرة ، كقوله الولد مبخلة مجبنة ، أي محل لتحصيل البخل والجبن لأبيه بكثرة ( وقال صلى الله عليه وسلم : ستة من سنن المرسلين ) وفي لفظ من سنن الأنبياء ، أي من طريقتهم أي من طريقة غالبهم ( الحياء ) بمثناة تحتية والمد وهو تغير يعتري الإنسان من كل عمل لا يحسن شرعا ( والحلم ) أي سعة الصدر والتحمل ( والحجامة والسواك ) أي استعماله ويحصل بكل خشن وأولاه الأراك ( والتعطر ) أي استعمال الطيب ، لأن حظ الملائكة من البشر الريح الطيب وهم مخالطون للرسل ( وكثرة الأزواج ) أي بالجمع لأنه لا يخاف عليهم الجور للنساء . وقال المناوي : والصواب كما قاله جماعة بدل الحياء الختان بخاء معجمة ومثناة فوقية ونون ، والمراد أن هذه الخصال من سنن غالب الرسل من البشر ، وإلا فنوح لم يختن ، وعيسى لم يتزوج ( وقال صلى الله عليه وسلم : ثلاثة واجبة على كل مسلم ) أي فعلهن مندوب ندبا مؤكدا عليه ( الغسل يوم الجمعة والسواك ومس الطيب ) أي يوم الجمعة ، وإن كان ذلك مطلوبا في غيره أيضا ، وروي عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( ثلاث هن علي فريضة ، وهن لكم سنة السواك والوتر وقيام الليل ) . ( وقال صلى الله عليه وسلم : طيبوا أفواهكم ) أي بإزالة الرائحة الكريهة منها ( بالسواك فإنه طريق القرآن ) وفي حديث رواه الطبراني عن ابن مسعود بإسناد حسن ، تخللوا فإنه نظافة ، والنظافة تدعو إلى الإيمان ، والإيمان مع صاحبه ، أي في الجنة والمعنى : أخرجوا ما بين الأسنان من الطعام بالخلال ، فإن ذلك نظافة للفم والأسنان ، وفي رواية ، فإنه مصحة للناب والنواجذ ( وقال صلى الله عليه وسلم : رحم الله المتخللين من أمتي في الوضوء ) أي والغسل أي في شعورهم ( والطعام ) أي من آثار الطعام بإخراج ما بقي منه بين الأسنان ، وفي هذا الحديث ندب تخليل الشعور في الطهارة ، وتخليل الأسنان من آثار الطعام ، دعا صلى الله عليه وسلم لهم بالرحمة لاحتياطهم في العبادة ، فيتأكد الاعتناء به للدخول في دعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم رواه القضاعي عن أبي أيوب الأنصاري ، وهو حديث حسن ( وقال صلى الله عليه وسلم : لا تتخللوا بالآس ) بمد الهمزة هو شجر عطر الرائحة ( والريحان ) وهو كل نبات طيب الريح ، ولكن إذا أطلق عند العامة انصرف إلى نبات مخصوص ( والقصب ) بفتحتين كل نبات يكون ساقه أنابيب وكعوبا ( فإنه ) أي التخلل بذلك المذكور ( يورث الإكلة ) بكسر الهمزة ، أي الحكة حتى تتساقط الأسنان ( وقال صلى الله عليه وسلم : صلاة بسواك خير من سبعين صلاة ) أي من صلوات كثيرة ( بغير سواك ) رواه البيهقي وغيره وصححه الحاكم ، فالسبعون للتكثير لا للتحديد كما أفاده العزيزي ( وقال صلى الله عليه وسلم : ما زال جبريل يوصيني بالسواك حتى خشيت أن يدردن ) بفتح الراء والنون المثقلة ( أسناني ) أي أن تسقط أسناني ، وفي لفظ وأوصاني جبريل بالسواك حتى خشيت لأدردن ، وفي لفظ آخر أمرني بالسواك حتى خفت لأدردن ، أي حتى ظننت سقوط أسناني ( وقال صلى الله عليه وسلم : أمرت ) بالبناء للمفعول ( بالسواك حتى خفت على أسناني ) رواه الطبراني عن ابن عباس . |
1 ( الباب الثامن في فضيلة الأذان ) 1
وقيل في تفسير قوله عز وجل : { ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل
مخ ۲۰