ويقع الخطأ فيها من اوجه الأول ترقيقها وهو حرف مستعل لا بد من تفخيمه كساير حروف الاستعلاء في نحو طَفِقَ وظلَمَ وقاَلَ وصَلَّى وغَلَبَ وضَرَّاءُ كثير من الناس يرققها باعتبار ما فيها من صفات الضعف وهو خطأ لا شك فيه فإذا أتى بعدها ألف نحو خَالِقُ والخاَشِعِينَ والْخَاسِرِينَ فيكون تفخيمه أمكن لتفخيم الألف بعدها إذ الألف كما تقدم تابع ما قبله في التفخيم والترقيق فإن قلت هذا مخالف لقول الجعبري
واياك واستصحاب تفخيم لفظها ... إلى الالفات التاليات فتعثرا
ولقول تلميذه أبي بكر عبد الله بن الجنيدي، تفخيم الألف بعد حروف الاستعلاء خطأ، وقول تلميذه أبي الخير محمد بن الجزري في تمهيده لما ذكر تفخيم الخاء وأحذر إذا فخمتها الألف إن تفخم الألف معهما فانه خطأ لا يجوز وكثيرا ما يقع القراء في مثل هذا ويظنون انهم أتوا بالحروف مجودة وهؤلاء مصدَّرون في زماننا يقرئرن الناس القراءات فالواجب أن تلفظ بهذه كما تلفظ بها إذا قلت ها يا وهو ظاهر قوله في مقدمته " وحاذرن تفخيم لفظ الألف " قلت نعم لكن الصواب ما ذكرته ونص عليه غير واحد من المحققين كمكي وبه قرأت على جميع شيوخي المشارقة والمغاربة وقيد به إطلاق المقدمة غيرُ واحد من شارحيها منهم ابن مصنفها وقد نص عليه العلامة ابن الجزري نفسه في نشره وهو من أحسن ما ألف وقال إن من قال بترقيقها بعد الحروف المفخمة فهو شيء قد وهم فيه ولم يسبقه إليه أحد وقد رد عليه الأيمة المحققون وقد األف الإمام البارع المقري المجود النحوي محمد بن احمد بن نصحان الدمشقي في ذلك تأليفا سماه
1 / 56