باب الوقف والابتداء
اعلم أهلني الله وإياك للوقوف بين يديه جعلنا ممن رضي عنه واحسن إليه ان الوقف هو قطع النطق عن آخر الكلمة والابتداء هو الشروع في الكلام بعِد قط م أو وقف، ومعرفة الوقف والابتداء متأكد غاية التأكيد اذ لا يتبين معنى كلام الله ويتم على اكمل وجه الا بذلك فربما قارئ يقرأ ويقف قيل تمام المعنى فلا يفهم هو ما يقرأ ومن يسمعه كذلك ويفوت بسبب ذلك ما لاجله يقرا كتاب الله تعالى ولا يظهر مع ذلك وجه الاعجاز بل ربما يُفهم من ذلك غير المعِنى المراد وهذا فساد عِظيم ولهذا اعتنى بعمله وتعليمه والعمل به المتقدمون والمتأخرون والفوا فيه من الدواوين المطولة والمتوسطة والمختصرة ما لا يعد كثرة ومن لم يلتفت لهذا ويقف أين شاء فقد خرق الاجماع وحاد عن أتفان القراءة وتمام التجويد وهو الغالب في قراء زماننا فإياك وإياك، وفي حديث ابي بكرة ان جبريل ﵇ أتى النبي ﷺ فقال اقرأ القرءان على حرف فقال ميكائيل استزده ففال اقرأ على حرفين فقال ميكائيل استزده حتى بلغ سبعة أحرف ثم قال كل شاف كاف ما لم يختم ءاية عذاب بآية رحمة أو ءاية رحمة بآية عذاب وروي عن أبن عِمر ﵄ قال لقد غشينا برهة من دهرنا وان أحدنا ليوتى الأيمان قبل القرءان وتزل السورة على النبي ﷺ فنتعلم حلالها وحرامها وامرها وزجرها وما ينبغي ان يوقف عنده منها، وقال علي ﵁ لما سئل عن قوله تعالى ورتل القرءان ترتيلا الترتيل معرفة الوقوف وتجويد الحروف، وقال ابن عباس ﵄ يوقف عند قوله تعالى