قيل : إنما بدأ كتابه بالحمد دون غيره تأدبا بآداب الشريعة ؛ لأن الله تعالى أدب به نبيه - عليه السلام - ، فقال : { قل الحمد لله وسلم }(¬1).
وقيل إنما فعل ذلك : تبركا وتيامنا بالذكر الجميل ، وهو : { الحمد لله } ؛ لقوله - عليه السلام - : (( ما من أحد أحب من الله في المدحة ولذلك حمد نفسه ))(¬2).
وقال - أيضا - : (( أولى الناس بالله وأولاهم بما عنده المكثر من حمده ))(¬3). ويروى (( أولى الناس بالله وأولاهم بما عنده حامده على السراء والضراء )) .
فإذا كان الحمد من الله بهذه المنزلة ، فلم لا يجب الافتتاح به عند المهمات وحلول الملمات ؟
وقيل افتتح كتابه بالحمد : اقتداء بكتاب الله تعالى ؛ لأنه مفتتح بالحمد لله .
مخ ۶۳