وقيل : الحمد أعم من الشكر ، قاله أبو القاسم الزمخشري(¬3)؛ لأن الحمد يكون على السراء والضراء ، ويكون على مقابل النعمة وعلى غير مقابل النعمة ، والشكر
يكون على السراء دون الضراء ، لقوله : { لن شكرتم لأزيدنكم }(¬1)، والشكر يكون - أيضا - على مقابل النعمة ولا يكون على غير مقابل النعمة ، فتقول على هذا القول : "حمدت فلانا لعلمه أو لشجاعته" ، "وحمدته على ما أولاني من الإحسان" ، وتقول : "شكرت فلانا على ما أولاني من الإحسان" ، ولا تقول شكرت فلانا لعلمه أو لشجاعته ، وتقول : "حمدت الله [تعالى](¬2)على كل حال على السراء والضراء" ، وتقول : " شكرت الله تعالى على السراء" ولا تقول شكرت الله تعالى على الضراء .
وقيل : الشكر أعم من الحمد ؛ لأن الحمد لا يكون إلا بشيء واحد ، وهو القول .
مخ ۶۹