وقال آخر:
تَنَجَّبْتُها للنَّسل وهي غَريبَةٌ ... فجاءت به كالبَدْرِ خِرْقًا مُعَمَّمَا
فلو شَاتَم الفِتيانَ في الحيِّ ظالمًا ... لَمَا وَجَدُوا غَيْرَ التّكَذُّبِ مَشْتَما
فذكر أنه نتجها غريبة لا قريبة.
وقال الراجز:
قَحَّمَهَا السَّيرَ غُطَارِفٌ أَشَمْ ... يَسُوقُها عَلَى الوَحَي سَوْقَ المُحِمْ
شَمَرْدَلٌ ما بَيْنَ شَنْجَيْهِ رَحِمْ ... كان أَبُوهُ غائبًا حتّى فُطِمْ
وقال الأصمعي ﵀ في قول كعب بن زهير:
حَرْفٌ أبوها أَخوها من مُهَجَّنةٍ ... وعمُّها خَالُها قَوداءُ شِمْلِيلُ
هذه ناقة كريمة مداخلة النسب لشرفها؛ فهذا التفسير على معنى ما تقدم؛ وأنكره أبو المكارم وقال: ألم يعلم الأصمعي ﵀ أن تداخل النسب ومقاربته مما يضعِّف الناقة! وذكر كلاما طويلا.
* * * وفي " ص ٢٤٤ س ٤ " وأنشد أبو علي ﵀:
أشْكُو إلى الله عِيالًا دَرْدَقا ... مُقَرْقَمِينَ وعَجُوزًا شَمْلَقَا
هكذا أنشده أبو علي ﵀ شملقًا بالشين المعجمة كما أنشده أبو عبيد ﵀ في " الغريب المصنّف " وهو تصحيف؛ إنما هو سملق بالسين المهملة، أي لا خير عندها، مأخوذ من الأرض السملق، وهي التي لا نبات بها؛ قيل: وهي التي لا تلد، مأخوذ من ذلك أيضا؛ وبعد الشطرين:
إذا رأْتنِي أَخَذَتْ لِي مطْرَقَا ... تقولُ ضَرْبُ الشيخ أَدنَى للتُّقَى