سار في البلاد، بل طار في الآفاق، وعليه من الإسم العالي - ثبته الله - طراز، به تنفق سوقه، وتهب ريحه. ومازال العبد يريد أن يشفع ذلك الكتاب بما يحفظ معه عادة الخدمة، ويقضي به بعض حق ولي النعمة. عند مشافهة السعادة بمعاودة الحضرة - حرسها الله وآنسها - فتعرض موانع، وتعترض قواطع، إلى أن استظهر بشعار الدولة - أنماها الله تعالى على ما يتشرف بالاسم العالي - ثبته الله، من كتاب في التمثيل والمحاضرة: إسلامي وجاهلي، وعربي عجمي، وملوكي سوقي، وخاصي وعامي، يشتمل على أمثال الجميع، ويضم نشر ما يجري مجراها من ألفاظهم، ويتضمن ما يأخذ مأخذها من فرائد النثر. وقلائد النظم، وفوائد الجد، ونوادر الهزل. فيوجد فيه ما يتمثل به من القرآن والتوراة والإنجيل والزبور، وجوامع كلم النبي ﷺ، وكلام الأنبياء عليهم الصلاة والسلام قبله، وكلام الصحابة والتابعين ﵃ بعده، وعيون أمثال العرب والعجم، وما يناسبها وما يشاكلها من نتف الخلفاء، وفقر الملوك والوزراء، ونكت الزهاد والحكماء، ولمع المحدثين والفقهاء، وحكم الفلاسفة والأطباء، وغرر البلغاء والشعراء، وملح المجان والظرفاء، وطرف السؤال والغوغاء، وما تختص به كل طبقة من هؤلاء، وما ينفرد به كل فرقة من الدهاقي والتجار، وسائر أهل الصناعات المتباينة الأقدار، ولا يعدم فيه ما يتمثل به من الشمس والقمر والنجوم، والآثار العلوية، والدهر والدنيا، وضروب الجمادات، وأنواع الحيوانات، وصنوف الأدوات والآلات، ولا يشذ عنه ما ينخرط في سلك الأمثال: من ذكر الأحوال والمحاسن والمساوئ والأوصاف.
وهو مفصل أربعة فصول:
1 / 5