تمهید لتاریخ فلسفه اسلامی
تمهيد لتاريخ الفلسفة الإسلامية
ژانرونه
صلى الله عليه وسلم ، بل الأنبياء كافة ما كانوا يأمرون الصبي إذا بلغ التكليف بالنظر إلى الأدلة، ولا الكافر الذي يأتي مصمما على إنكار الله وجميع الشرائع بالنظر قبل تصديق النبي في إثبات الصانع وأنه حكيم؛ حتى يعلم أن الله متى كان حكيما قادرا لم يظهر المعجز على الكاذب، وحتى إنه إن صدق النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - قبل إتقان معرفة الصانع، وأنه عالم بجميع المعلومات قادر على جميع المقدورات، حكيم لا يفعل القبيح ، فقد بنى تصديقه للنبي على غير أساس، إذ لا يمتنع عنده أن يكون الله قد أظهر المعجز على يد الكاذب، فإن قيل إنه يجوز أنهم كانوا قد نظروا، وأن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - علم ذلك، أو كان ذلك هو الظاهر منهم، والنبي - صلى الله عليه وآله وسلم - يحكم بالظاهر؛ قلنا الظاهر أنهم كانوا يعرفون الله بمعجز النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - أو قرائن صدقه، وإنما كانوا يفرعون جميع عقائدهم على تصديق النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - بالمعجز فيهم، أو أكثرهم استفادوا معرفة الله من الأنبياء.»
37 «فإن قيل فلماذا حث الله على التفكير في خلق السموات والأرض وسائر المخلوقات، وهلا اقتصر البحث على النظر في معجزات الأنبياء وأحوالهم؟ قلنا لسنا ننكر أن ذلك طريق واضح، لكنا نقول إن هذا أيضا طريق آخر، والطرق إلى معرفة الله كثيرة، ولله من قال:
وفي كل شيء له آية
تدل على أنه واحد
ولا ندعي أن جميع المكلفين ما عرفوا الله إلا من طريق تصديق الأنبياء، بل ندعي أن كثيرا من المكلفين ما عرفوا الله إلا من طريق تصديق الأنبياء، وأن ذلك تواتر إلينا تواترا معنويا عن كثير من الناس، وتواتر إلينا أيضا تواترا معنويا أن النبي
صلى الله عليه وسلم ، قررهم على تصديقهم له، فلو لم يكن صدقه معلوما ضرورة من قرائن حاله؛ لكان قد أقرهم على التصديق مع الشك في الصانع، وذلك إقرار على الكفر، ولا يجوز عليه مثل ذلك، ومن أراد معرفة ذلك فعليه بمطالعة السيرة النبوية وتواريخ الصحابة ومعرفة أحوالهم؛ فإن الدلالة على مثل ذلك بالبرهان لا تصح.»
38 «فبهذه الأمور علمنا أن الأنبياء ما أخذوا عقائدهم عن النظر، ولا كانوا بحيث يجوز عليهم التواطؤ على الكذب، فلم يبق إلا أنهم علموا ما دانو به علما ضروريا، ولا يقال إنه - صلى الله عليه وآله وسلم - إنما ترك ذلك لأنه لم يكن في زمان مشبهة؛ لأن اليهود كانوا مجاورين له وكانوا أهل فلسفة، ولأن النصارى وابن الزبعرى ناظروه، فلم يأت بشيء من جنس علم الكلام، وكذلك لما سئل عن الروح، لا يقال إنه أراد جنسا من الملائكة؛ لأن السابق إلى الأفهام خلافه؛ فهو تأويل بغير دليل، كما لا يقال إن الروح جبريل، لمثل ذلك، ولأنه
صلى الله عليه وسلم
قد أمر أحدنا أن يقول عند أن يكثر سؤال الناس: آمنت بالله ورسله. ثبت ذلك في الصحيح عن أبي هريرة.
وخبر الواحد يكفي فيما يعامل به المشبهون والمكثرون للسؤال؛ لأن معاملتهم ليست من مسائل الاعتقاد، وقال تعالى:
ناپیژندل شوی مخ