تمهید لتاریخ فلسفه اسلامی
تمهيد لتاريخ الفلسفة الإسلامية
ژانرونه
ويظهر من ذلك أن مذهب الشافعي القديم الذي وضعه في بغداد كان في جل أمره ردا على مذهب أهل الرأي، وكان قريبا إلى مذهب أهل الحديث.
وروى البغدادي عن حرملة أنه سمع الشافعي يقول: «سميت ببغداد ناصر الحديث.»
192
ونقل ابن حجر عن البيهقي أن كتاب «الحجة» الذي صنفه الشافعي ببغداد حمله عنه الزعفراني، وله كتب أخرى حملها غير الزعفراني، منها كتاب «السير» رواية أبي عبد الرحمن أحمد بن يحيى الشافعي. وفي كتاب «كشف الظنون»: ««الحجة» للإمام الشافعي، وهو مجلد ضخم ألفه بالعراق، إذا أطلق القديم من مذهبه يراد به هذا التصنيف، قاله الإسنوي في «المبهمات»، ويطلق على ما أفتى به هناك أيضا.»
ثم انتهى الشافعي إلى مصر، ويأبى البزار الكردري في كتابه «مناقب الإمام الأعظم» إلا أن يجعل رحيل الشافعي من بغداد إلى مصر هزيمة وفرارا؛ فهو يقول: «عن الجارود بن معاوية قال: كان الشافعي - رضي الله عنه - بالعراق يصنف الكتب وأصحاب محمد يكسرون عليه أقاويله بالحجج ويضعفون أقواله، وضيقوا عليه، وأصحاب الحديث أيضا لا يلتفتون إلى قوله، ويرمونه بالاعتزال، فلما لم يقم له بالعراق سوق خرج إلى مصر، ولم يكن بها فقيه معلوم، فقام بها سوقه.»
193
وفي مصر آزره تلاميذ مالك، حتى إذا وضع مذهبه الجديد وأخذ يؤلف الكتب ردا على مالك تنكروا له وأصابته منهم محن.
وفي كتاب طبقات الشافعية للنووي من نسخة خطية بدار الكتب المصرية في ترجمة يوسف بن يحيى أبي يعقوب البويطي: «قال أبو بكر الصيرفي في كتابه «شرح اختلاف الشافعي ومالك، رضي الله عنهما»: عن البويطي: قدم علينا الشافعي مصر فأكثر الرد على مالك، فاتهمته وبقيت متحيرا، فكنت أكثر الصلاة والدعاء رجاء أن يريني الله مع أيهما الحق، فأريت في منامي أن الحق مع الشافعي، فذهب ما كنت أجده.
فالبويطي مشهور أنه كان يرى مذهب مالك قبل أن يقول بقول الشافعي، وذكر فيه أيضا أن المزني كان يرى أهل العراق.»
قال الربيع: «سمعت الشافعي يقول: قدمت مصر لا أعرف أن مالكا يخالف من أحاديثه إلا ستة عشر حديثا، فنظرت فإذا هو يقول بالأصل ويدع الفرع، ويقول بالفرع ويدع الأصل.
ناپیژندل شوی مخ