تمهید لتاریخ فلسفه اسلامی
تمهيد لتاريخ الفلسفة الإسلامية
ژانرونه
فصل: وكان من المفتين عثمان بن عفان، غير أنه لم يكن له أصحاب معروفون، والمبلغون عن عمر فتياه ومذاهبه وأحكامه في الدين بعده أكثر من المبلغين عن عثمان والمؤدين عنه، وأما علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - فانتشرت أحكامه وفتاويه، ولكن قاتل الله الشيعة! فإنهم أفسدوا كثيرا من علمه بالكذب عليه؛ ولهذا تجد أصحاب الحديث من أهل الصحيح لا يعتمدون من حديثه وفتواه إلا ما كان عن طريق أهل بيته وأصحاب عبد الله بن مسعود كعبيدة السلماني، وشريح وأبي وائل ونحوهم.»
119 (6-1) علم وفقه
ثم كان عصر بني أمية من سنة 40ه/660م إلى سنة 132ه/749م، وتكاثر الممارسون للقراءة والكتابة من العرب، ودخلت في دين الله أمم ليست أمية، فلم يعد لفظ القراء نعتا غريبا يصلح لتمييز أهل الفتوى ومن يؤخذ عنهم الدين، هنالك استعمل لفظ «العلم» للدلالة على حفظ القرآن ورواية السنن والآثار، وسمي أهل هذا الشأن «العلماء»، واستعمل لفظ الفقه للدلالة على استنباط الأحكام الشرعية بالنظر العقلي فيما لم يرد فيه نص كتاب ولا سنة، وسمي أهل هذا الشأن «الفقهاء»، فإذا جمع امرؤ بين الصفتين جمع له اللفظان أو ما يرادفهما.
وفي «طبقات» ابن سعد: كان ابن عمر جيد الحديث غير جيد الفقه، وكان زيد بن ثابت فقيها في الدين وعالما بالسنن.
وروى ابن القيم في «إعلام الموقعين» عن بعض التابعين، قال: دفعت
120
121
إلى عمر فإذا الفقهاء عنده مثل الصبيان، قد استعلى عليهم في فقهه وعلمه. وفي «إعلام الموقعين» أيضا عن ميمون بن مهران: «ما رأيت أفقه من ابن عمر ولا أعلم من ابن عباس.» (6-2) الخلاف في كتابه العلم وتخليده في الصحف
وقد كان كثير من الصحابة والتابعين يكره كتابة العلم، وتخليده في الصحف كعمر وابن عباس والشعبي والنخعي وقتادة ومن ذهب مذهبهم.
قال ابن عبد البر في «مختصر جامع بيان العلم»: «من كره كتاب العلم إنما كرهه لوجهين؛ أحدهما: ألا يتخذ مع القرآن كتاب يضاهى به، ولئلا يتكل الكاتب على ما يكتب فلا يحفظ فيقل الحفظ.»
ناپیژندل شوی مخ