============================================================
التمهيد فى أصول الدين فصل فى إثبات الصفات ثم لاشك أن صانع العالم حى عالم سميغ بصير لما أن حصول هذا العالم البديع نظمه المؤنق (1) صورته المؤسس على الإحكام والإتقان صنعته لن يتصور من موات ولا من عاجز جاهل، تقرر ذلك فى بداية: العقول حتى ان من توقع تسج ديباج منقش أو بناء قصر عال أو تحصيل صورة بديعة من حجر أو شجر أو مقعد أو أعمى لتسارع أرباب العقول السليمة بأول الوهلة إلى تسفيهه بلا مهلة ونسبته (2) إلى العناد والمكابرة، والله الموفق.
ولأنه لو لم يكن موصوفا بما بينا لكان موصوفا بأضدادها من الموت والعجز والجهل والعمى والصمم، وهذه الأضداد نقائص وهى من أمارات الحدث، ويستحيل ذلك على القديم، والله الموفق.
ثم لما ثبت أنه حي عالم قادر سميع بصير*(2) ثبت أن له حياة.
وعلما وقدرة وسمعا وبصرا، وكانست المعتزلة بإنكارهم ملتحقين (1) فى المخطوط (للموتق) بتاء قوقية بدل النون، والصحيح المثبت.
(2) هذا ما بدا لى قراءة من المخطوط.
(3) وهى من جلة الصفات السبع التى تجب له سبحانه، وقالوا فيها: حياة وعلم قدرة وارلدة وسمع وبصر كلام استمر
مخ ۴۱