============================================================
السهيد شرح معالمر العدل والنوحيل برذان وهزم عسكره، واصطلحا، وصفة تلك المحاربة والمصالحة مذكورة في كتب المتكلمين، والمقصود في الرد عليهم أمران: أحدهما أنه لا يجوز إضافته الشرور والآلام القبيحة إلى الله تعالى، ونحن ندفع ذلك بطريقين: أما أولا فلا نسلم أن الآلام قبيحة كلها وأن الملاذ حسنة كلها، بل منها ما يقبح ومنها ما يحسن لوجوه تقع عليها، فما كان من الآلام من فعل الله تعالى فهو حسن لتضمنه المصلحة كما سيأتي مقررا في الحكمة إن شاء الله.
وأما ثانيا فهو أن تبين تناقض هذا المذهب أن الشيطان هو أصل الشرور والآلام بزعمهم وقد أضافوا حدوثه إلى الله تعالى، فكيف يمكنهم تنزيه الله عن فعل القبائح مع ذلك.
و ثانيهما أن نبين أن المحاربة لله تعالى محال، وذلك إنما يكون بأن نبين كونه تعالى قادرا على كل الممكنات وعلى ما لا نهاية له منها وأنه لا ثاني له - وكل هذا سيجيء من بعد - وإن من كان هذا حاله استحالت محاربته، فإما ما وراء ذلك من مذاهبهم في كيفية تلك المحاربة والاشتغال بإبطالها فلا طائل فيه لاستحاله على الهذيان البارد والتحكم الجامد، فلا يليق بنا الإكثار فيه.
الفصل السادس في الرد على الباطنية اعلم أن هذه الفرقة لا يرجعون إلى عقيدة تعرف على الحقيقة، والنقل عنهم مضطرب، واكثر ما يحكى عنهم إذا عرض عليهم أنكروه، وإذا روجع فيه المستجيبون لدعوتهم دو:
مخ ۹۹