============================================================
الشهيد شرح معالمر العدل والتوحيل واحتجوا لذلك بأنا نرى العالم فيه خير وشر، والفاعل الواحد يستحيل أن يكون فاعلا للخير والشر، وثبت أن أصل العالم النور والظلمة فوجب أن يكون أحدهما خيرا والآخر شرا، والنور لاشك أفضل من الظلمة فهو إذن خير لذاته، والظلمة شر لذاتها.
الرابع اتفقوا على كون النور حيا عالما قادرا سميعا بصيرا متحركا لذاته، ثم اختلفوا بعد ل ذلك في القوة على هذه الإدراكات، فذهبت الديصانية إلى أن القوة على هذه الإدراكات الخمسة قوة واحدة، ولكنها تختلف الادراكات لاختلاف الآلات.
وأما المانوية فقد حكموا باختلاف القوى لاختلاف الإدراكات، فجعلوا قوة الإبصار غير قوة السماع، وكذلك البواقي: وأما الظلمة فقد اختلفوا فيها فذهبت الديصانية إلى أنها غير عالمة ولا حية ولا قادرة ولا سميعة ولا بصيرة بل هي ميتة ولا هي متحركة لذاتها بل هي راكدة. واحتجوا على قولهم بأن النور لما كان موصوفا بهذه الصفات كانت هذه الصفات خيرات، والظلمة ضد له، فوجب ألا تكون موصوفة بهذه الصفات بل بضدها؛ لما بينهما من التضياد.
وذهبت المزدقية(1) إلى أنها حية ولكنها غير عالمة ولا سميعة ولا بصيرة، وذهبت المانوية إلى آنها موصوفة بهذه الصفات، ولكن الفرق بينها وبين النور آنها تستعمل حياتها وعلمها وسمعها وبصرها في الشر، والنور يستعمل الصفات في الخير.
ولكل واحد من هؤلاء أدلة ركيكة وهذيان طويل، ولسنا نحتاج إلى إيرادها إذ لا طائل فيها، وقد تقصاها صاحب المعتمد، واشتملت عليها كتب المتكلمين: المزدقية من المجوس هم أصحاب مزدق الموبذ ويقولون بالمساواة في المكاسب والنساء، فاستباحوا المحرمات،ودامت فتنة هؤلاء إلى أن قتلهم أنوشروان فى زمانه . ابن حزم: الفصل في الملل والنحل 36/1.
مخ ۹۰