132

============================================================

الشهيل شح معالمر العدل والتوحيل وخامسها لو جاز أن يكون الله تعالى هو الخالق للزنا وسائر الفواحش لجاز أن يبعث رسولا هذا دينه، ولو جوزنا ذلك لجوزنا أن يكون فيمن سلف من الأنبياء عليهم السلام من لم يبعثه إلا للدعاء إلى الزنا والسرقة والأفعال الردية واتباع الشيطان وعبادته والاستخفاف بالله تعالى ورسله وبالوالدين وذم المحسن ومدح المسيء، وكفى بمذهب فسادا هذا ثمرته.

ال وسادسها أن الله تعالى لو كان خالقا للكفر في الكافر لكان قد خلقه للعذاب في نار جهم، ولو كان كذلك لما كان لله تعالى نعمة على الكافر أصلا، ولا يمكن أن يقال: إن الله تعالى وإن لم يكن له نعمة على الكافر دينية فله عليه نعمة دنياوية. لأنا نقول: إن اللذة الدنيوية بالنسبة إلى العقوبة الأبدية كالغرفة بالنسبة إلى البحر بل أقل، وذلك لا يعد نعمة، الاترى أن من جعل السم في الحلوى فإنه لا تعد اللذة الحاصلة من تناوله نعمة، فكذا هنا.

ال ومتى التزمتم أنه تعالى لا نعمة له على الكافر فقد أنكرتم ما هو معلوم ضرورة من الدين ل وخالفتم الكتاب والسنة، قال تعالى: (ألم تر إلى الذين بدلوا نعمة الله كفرا)(1). وقال تعالى: (وأخسن كما أخسن الله إليك)(2). وأما السنة فأكثر من أن تحصى؛ لأنه ما من عبد إلا ولله تعالى عليه نعمة مسلما كان أو كافرا.

ال وسابعها أنه تعالى لو خلق الكفر في الكافر ثم كلفه الإيمان لكان ذلك تكليفا لما لا يطاق، ولو جاز ذلك لجاز تكليف الأعمى بنقط المصحف على جهة الصواب وتكليف الزمن(3) العدو، بل يلزم التكليف بخلق القديم، والجمع بين السواد والبياض. ولو جاز ذلك لجاز تكليف الجمادات، وكل ذلك باطل بالضرورة.

سورة ابراهيم: آية 28.

2 سورة القصص: آية 77.

3- يقصد به الضعيف الذي لا حراك له أو الأعرج

مخ ۱۳۲