الوسع، وحسن النية في الأصول والفروع شيئًا واحدًا١، أعني أرباب هذا النوع، الذين لا مَحِيْدَ لهم عن الكتاب والسًّنة.
[بدع العبادات والعادات]
وأمَّا بدَعُ العبادات، والعادات، فخطبها يسير، وكتلاوة٢ جماعة بتطريب٣، وأذانهم٤، وصلاة النصف٥، والحلاوة فيه، وأمثال ذلك من الشعارات، والهيئات، والنِّيَّات، والحوادث وأشباه ذلك، ولكنّ الخير كله في الإتّباع واجتماع الكلمة.
_________
١ أي: إنه من باب الاجتهاد الذي يؤجر صاحبه مع خطئه فيه، لاجتهاده وحسن نيته في طلب الحق. فهذا يعذر ويؤجر، ولكن من تبين له من أتباع هؤلاء مذهب السلف ومنهجهم في إثبات ما أثبته الله لنفسه أو أثبته له رسوله ﷺ من الصفات، وجب عليه اتباعه، ولا عذر له في اتباع أئمته على اجتهادهم بعد تبين خطئهم، وثبوت رجوع أكثرهم عند موتهم وفي آخر حياتهم.
٢ كذا بالعطف في الأصل، ولعل الواو زائدة.
٣ في القراءة بالتطريب قولان:
أحدهما: المنع والكراهة.
والثاني: الجواز.
فقد روي منع ذلك وكراهته عن بعض أئمة السلف، كأنس بن مالك ﵄، والإمام أحمد والإمام مالك، وسعيد بن المسيب وغيرهم.
وروي الجواز عن عمر وابن عباس، وابن مسعود ﵃، والإمام أبي حنيفة وأصحابه.
ذكر القولين الإمام ابن القيم، وذكر أدلة كل قول، ثم ذكر أن فصل النزاع في المسألة: أن التطريب على وجهين:
أحدهما: ما اقتضته الطبيعة من غير تكلف ولا تمرين، فذلك جائز حتى وإن أعان طبيعته بفضل تزيين وتحسين كمال قال أبو موسى الأشعري ﵁ للنبي ﷺ: "ولو علمت أنك تسمع لحبرته تحبيرا".
قال: وهذا الذي كان السلف يفعلونه، ويستمعونه، وهو التغنّي الممدوح، وعلى هذا الوجه تحمل أدلة أرباب هذا القول كلها.- أي أدلة المجيزين -.
والوجه الثاني: ما كان من ذلك صناعة من الصنائع وليس في الطبع السماحة به، بل لا يحصل إلاّ بتكلف وتصنّع وتمرّن، كما تتعلم أصوات الغناء بأنواع الألحان البسيطة والمركبة على
1 / 128