فرانسوي د مصري سیمو او شامي هیوادونو تسلط
ذكر تملك جمهور الفرنساوية الأقطار المصرية والبلاد الشامية
ژانرونه
سليمان الفيومي المالكي عفي عنه
الداعي لكم الفقير
محمد الدواخلي الشافعي عفي عنه
الداعي لكم الفقير
موسى السرسي الشافعي عفي عنه
الداعي لكم السيد
مصطفى الدمنهوري عفا الله عنه
ثم إن أمير الجيوش بعد ما طرد إبراهيم بيك وباكير باشا في شهر سفر، ورجع إلى مصر، أحضر القنصل كارلو وأمره أن يتوجه إلى مراد بيك في الصعيد، ويتكلم معه أن يقدم الطاعة إلى أمير الجيوش، ويكون عضوا من أعضاء المشيخة، ويتقلد أحكام مدينة جرجة وأعمال الصعيد، ويكتسب راحته وراحة البلاد والعباد، ويكون له الأمان، فسار القنصل إلى مراد بيك بذلك الخطاب، وفي وصوله ترحب به مراد بيك غاية الترحيب، وقابله مقابلة الحبيب؛ لأن كان هذا القنصل له مدة مستطيلة في مصر وكان محبوبا من ساير السناجق ولا سيما من مراد بيك، وكان له عنده مبلغ من المال، ثم إن مراد بيك سأله مستخبرا عن أحوال مصر، فأخبره القنصل بكل ما دبره أمير الجيوش، ثم قال له: إن بونابرته أرسلني إليك لأجل الاعتماد على إجراء الحب والوداد، وأن تحقن دما العباد وتكتسب راحة البلاد، فقال مراد بيك إلى القنصل: ارجع وقل له يجمع عساكره ويرجع إلى الإسكندرية، ويأخذ منها مصروف عسكره عشرة آلاف كيس، ويكسب دما أجناده ويريحنا من كفاحه وجلاده، فرجع القنصل إلى مصر، وأخبر بونابرته بما سمعه من مراد بيك، فغضب أمير الجيوش من ذلك، وفي الحال أمر الجنرال ديزه المعين على إقليم الصعيد بأن يسير بالعساكر إلى حرب مراد بيك، فأخذ الجنرال أربعة آلاف مقاتل وسار بها إلى الصعيد.
فنرجع أن أمير الجيوش بونابرته في ابتداء قدومه أخرج العساكر من المراكب إلى البرية في ثغر الإسكندرية، وأمر إلى سرعسكر البحر أنه يبقى مقيما في البوغاظ لحماية الحصون؛ لأنه قد احتسب إن لم يتوفق له فتوح مصر، فيحتاجوا إلى العمارة، وأوصاه أن لا يلقي مراسيه في المينا، بل دايما يطوف أمام إسكندرية وهو مشرع القلوع، ثم بعد أن أمير الجيوش فتح مصر، أرسل إلى السرعسكر نجابا يأمره بالقيام، وقيل إن ذلك النجاب مات في الطريق، ثم أرسل له نجابا ثانيا فلم يصله من العربان.
وكان السرعسكر أرمى مراسيه في مينة أبوقير واطمأن، وكانت مراكبه الكبار الحربية ثلاثة وعشرين مركبا، ومنهم مركب عظيم وهو المدعو بنصف الدنيا، وكان محموله ماية وثمانون مدفعا، وفيه ألف من العساكر، وكان فيه أموال جزيلة وذخاير ثمينة، أسلبوها من تلك الممالك التي تملكوها كما قدمنا ذكرها، وعندما كانت تلك العمارة رابطة في البوغاظ وغافلة عن الإيقاظ، فدهمتهم مراكب الإنكليز على بغتة، وبدوا يطلقون عليهم القنابر والمدافع، واشتد عليهم الحرب يوما وليلة، فاحترق من تلك العمارة العظيمة أربع مراكب كبار، ومنهم تلك السفينة العظيمة والقلعة الجسيمة المسماة بنصف الدنيا، واستمرت تتقد في البحر أربعة أيام، ومات من فيها من العسكر وسرعسكرها الذي بسوء تدبيره قد هلك وأهلك معه نفوسا كثيرة، واحتوت الإنكليز على أكثر تلك المراكب، واستأسرت من فيها من العساكر، وأكثرهم هلكوا من ضرب المدافع والقنابر، ولما وصل ذلك الخبر المريع والخطب الشنيع إلى أمير الجيوش، فصار كالمدهوش، وصفق بكفه ودب برجليه، واحمرت مقلتاه، وتسخط على ذلك الجنرال لعدم إطاعته والامتثال، وقال: جزاه ما حل به من الوبال، وصاحت الفرنساوية: يا لها من بلية، لقد خابت الآمال وهلكت الرجال، وذهب الحال والمال، لقد امتنع عنا الإمداد وخرمت علينا البلاد، وشمتت بنا الأعداء والحساد، وطمعت بنا الإسلام وزاد علينا الخصام، وكان ذلك بدأ الإنكيس وأول التعكيس، وقد أيقنت الفرنساوية بالتهلكة بعد كسب المملكة؛ لحجز الإمداد عنهم ونفور الإسلام منهم؛ لأن الفرنساوية قد استعملت احتيالات كثيرة، وسلكوا مسالك غزيرة لأجل الضرورة، كاشتهارهم بالإسلامية ونكرانهم النصرانية، وإظهارهم للحرية وإقرارهم بالاتحاد مع الدولة العثمانية، وأنهم بإذنها دخلوا الديار المصرية، وأنهم مع الإسلام على أخلص طوية وأصلح نية، ويرغبون راحتهم ويحبون ديانتهم.
ناپیژندل شوی مخ