============================================================
الفن الثاي علم البيان إلى الحكم بالتشابه احترازا من ترجيح أحد المتساويين كقوله: تشابه دمعي إذ حرى ومدامتي فمن مثل ما في الكاس عيني تسكب فوالله ما أدري أبالخمر أسبلت حفوني أم من عبرتي كنت أشرب ويجوز التشبيه أيضا كتشبيه غرة الفرس بالصبح وعكسه متى أريد ظهور منير في مظلم اكثر منه، وهو باعتبار الطرفين إما تشبيه مفرد مفرد، وهما غير مقيدين كتشبيه الخد بالورد، أو مقيدان كقولهم هو كالراقم على الماء أو مختلفان كقوله: والشمس كالمرآة في كف الأشل وعكسه، واما تشبيه مركب مركب كما في بيت بشار، واما تشبيه مفرد مر كب كما مر في تشبيه الشقيق تشابه: لما اعتقد الشاعر التساوى بين الدمع والخمر، ترك التشبيه إلى التشابه، ومثله قول الآخر: رق الزجاج ورقت الخمر فتشاها فتشاكل الأمر فكانا ر و لا قدح وكانما قدح ولا حر أسبلت: يقال: سبل الدمع والمطر إذا هطل أي هايي شد. ويجوز: أى يجوز التشبيه عند إرادة الجمع بين شيئين في أمر؛ لأهما وإن تساويا في وحه الشبه بحسب قصد المتكلم، إلا أنه يجوز له أن يجعل أحدهما مشبها والآخر مشبها به لغرض من الأغراض، مثل زيادة الاهتمام وكون الكلام فيه.
غرة الفرس: من غير قصد إلى المبالغة في وصف غرة الغرس بالضياء والانبساط ونحو ذلك؛ إذ لو قصد ذلك لوجب حعل الغرة مشبها والصبح مشبها به. وعكسه: أي تشبيه الصبح بغرة الفرس كقولهم: لمن لا يحصل من سعيه على طائل: هو كالراقم على الماء، فالمشبه هو الساعى المقيد بأن لا يحصل من سعيه على شيء، والمشبه به هو الراقم المقيد بكون رقمه على الماءه لأن وحه الشبه هو التسوية بين الفعل وعدمه، وهو موقوف على اعتبار هذين القيدين. الشقيق: وهو مفرد - بأعلام ياقوت نشرن على رماح من زيرحد، وهو مركب من عدة أمور، والفرق بين المركب والمفرد المقيد أحوج شيء إلى التأمل، فكثيرا ما يقع الالتباس.
مخ ۹۳