148

============================================================

الفن الثالث علم البديع على آثي سأنشد عند بيعي اضاعوني وأي فتى أضاعوا وأحسنه ما زاد على الأصل بنكتة، كالتورية والتشبيه في قوله: إذا الوهم أبدى لي لماها وثغرها تذكرت ما بين العذيب وبارق ويذكري من قدها ومدامعي بحر عوالينا ومحرى السوابق ولا يضر التغيير اليسير. ورعا سمي تضمين البيت فما زاد استعانة، وتضمين المصراع فما دونه إيداعا ورقوا. وأما العقد فهو أن ينظم نثر لا على طريق الاقتباس، كقوله: بال ن اوله نطفة وجيفة آخره يفخر عقد قول علي ه: ما لابن آدم والفخر، وإنما أوله نطفة، وآخره حيفة. وأما الحل فهو أن ينثر نظم، كقول بعض المغاربة: افإنه لما قبحت فعلائه، وحنظلت خلاته لم يزل سوء الظن يقتاده ويصدق توهمه الذي يعتاده1، حل قول أبي الطيب: إذا ساء فعل المرء ساعت ظنوته وصدق ما يعتاده من توقم على أي: هذا من التنبيه على أنه من الغير. تذكرت إلخ: تذكرت ما بين العذيب وبارق جر عوالينا وجحرى السوايق مطلع قصيدة لأبي الطيب، و"العذيب" وابارق" موضعان، والما بين" ظرف للتذكر أو للمحرد أو للمحرى؛ اتساعا في تقدم الظرف على عامله المصدر، أو يكون "ما بين مفعول "تذكرت" و"محر1 بدلا منه، والمعنى: أهم كانوا نزولا بين هذين الموضعين، وكانوا يجرون الرماح عند مطاردة الفرسان ويسابقون على الخيل، فالشاعر الثاني أراد بالعذيب تصغير العذب يعني شفة الحبيب، وببارق ثغرها الشبيه بالبرق وعا بينهما ريقها، وهذا تورية وشبه تبختر قدها بتمايل الرمح، وتتابع دموعه بجريان الخيل السوابق.

ويذكري: من الاذكار وفاعله ضمير يعود إلى الوهم. رفوا: كأنه رفى خرق شعره بشعر غيره. أن ينشر إلخ: وإنما يكون مقبولا إذا كان سبكه أي تأليفه مختارا لا يتقاصر عن سبك النظم، وأن يكون حسن الموقع مستقرا في محله غير قلق آي مضطرب. وحنظلت: أي صار فراةا كالحنظل يقتاده: أي يقوده إلى نخلات فاسلة.

مخ ۱۴۸