فمن قال من المغالين والجاهلين إن لله عبادا لو سألوه أن لا يقيم القيامة لما أقامها فهو مفتر كذاب فإن أفضل الخلق عنده أجاب أكثر مسائلهم مما يوافق قدره وأمره ورد بعضها فما حال من هو دونهم وما أخبر أنه سيفعله فلا بد من وقوعه فلا يقبل دعاء أحد في أن يدعه كقيام الساعة فإن أفضل أهل السماوات وأفضل أهل الأرض لو سألوه أن لا يقيم القيامة لما أجاب سؤالهم إذ قد قضى ذلك وقدره قبل أن يخلق الخلائق بخمسين ألف سنة
وإنما تقع الشفاعة وتنفع ويظهر جاه الشفيع ووجاهته عند المشفوع إليه إذا شفع فيمن أذن له أن يشفع فيه وفي إجابته سؤاله وقبول شفاعته لا أنه يقسم على الله بأحد من خلقه ولا يتوسل إليه بمجرد ذات أحد من خلقه من غير دعاء من المتوسل به ولا طاعة من المتوسل
والداعي إنما ينتفع من وجهين إما بدعاء الرسول وإما بإيمان الداعي به وطاعته ومحبته
مخ ۱۵۴