وأنا أعرف من هؤلاء عددا كثيرا بالشام و مصر و الحجاز و اليمن و أما الجزيرة والعراق وخراسان والروم ففيها من هذا الجنس أكثر مما بالشام وغيرها وذلك لأن ظهور هذه الأشياء من الأحوال الشيطانية التي أسبابها الكفر والفسوق والعصيان في تلك البلاد أقوى وأظهر وظهور الإسلام والسنة وإحلاص الدين لله في أرض الشام أقوى من سائر البلاد فلهذا ضعفت هذه الأحوال الشيطانية و أنكرت إذا ظهرت فيها و إذا ظهرت ولم تنكر و لم تغير قويت واشتدت شوكتها فحيث قويت الأحوال الرحمانية الإيمانية المحمدية والتوحيد ونور القرآن و ظهرت آثار النبوة والرسالة ضعفت هذه الأحوال الشيطانية فإن سلطانها إنما يقوى و تعظم جنوده في بلاد أهل الكفر والفسوق والعصيان كبلاد جنكر خان والهند والروم وغيرها من أهل الكفر والفسوق والعصيان فبلادهم فيها مادتان مادة كفر ونفاق و فسوق و عصيان و مادة علم وإحسان وإيمان فإذا غلبت إحدى المادتين على الأخرى أهلكتها
والمشركون الذين لم يدخلوا في الإسلام مثل الحبشة و النجشية و الطوينية والتوى ونحو ذلك من علماء المشركين و شيوخهم تكون الأحوال الشيطانية فيهم أكثر ويصعد أحدهم في الهواء و يخبرهم بأمور غائبة و يبقى الدف الذي يغني لهم به يمشي في الهواء ويضرب رأس أحدهم إذا خرج عن طريقهم ولا يرون أحدا يضرب به و يطوف الإناء عليهم و لا يرون من يحمله وإذا نزل بأحدهم مئة ضيف أتاهم بطعام يكفيهم ويأتيهم بألوان مختلفة مع كفرهم وذلك كله من الشياطين تأتيه به من تلك المدينة أو من غير تسوقه
مخ ۱۳۸