فما ذكره البكري في قصة آدم من توسله فليس له أصل ولا نقله أحد عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا يصلح للاعتماد ولا للاعتضاد ولا للاستشهاد فإن من الأحاديث الضعيفة ما يستشهد به و يعتبر كأحاديث ابن لهيعة و إبراهيم الهجري بل و لا له إسناد معروف عن أحد من الصحابة ولا التابعين الذين يأثرون ما يذكرونه من مثل هذا عن الصحابة ليقال مثل هذا لا يقولونه إلا توقيفا
و مما يبين كذب هذا أن الله سبحانه و تعالى قال
﴿فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه إنه هو التواب الرحيم قلنا اهبطوا منها جميعا﴾
فأخبر أنه تاب عليه بالكلمات التي تلقاها منه
وقد قال تعالى
﴿قالا ربنا ظلمنا أنفسنا﴾
الآية فأخبر أنه أمرهم بالهبوط عقب هذه الكلمات
و أخبر أنه تاب عليه عقب الكلمات و أمره بالهبوط فكان أمره بالهبوط عقب الكلمات التي تلقاها منه وهي قولهما
﴿ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين﴾
أو كلمات تشبه هذه الكلمات ذكر ذلك طائفة كثيرة من المفسرين
و من ذكر أن الكلمات التي تلقاها من ربه غير هذه لم يكن معه حجة في خلاف ظاهر القرآن
وقد ذكر ابن أبي الدنيا في كتاب التوبة في هذه الكلمات أشياء كثيرة كلها تدور على ما ذكره الله في كتابه من قول آدم و حواء
﴿ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين﴾
مخ ۶۸