واما اشخاص الجوهر فجميعها محدودة الاسباب الفاعلة لها على ما تبين فى العلم الطبيعى، اذ كان ليس يوجد شخص جوهر بالاتفاق، فانه قد تبين فى كتاب الكون والفساد ان حدوث اجزاء الاسطقسات وتغير بعضها الى بعض مرتب محفوظ منتظم من قبل حركات الاجسام السماوية. وبذلك امكن ان يكون الكون والفساد فى اجزائها على تعادل، وان تبقى ابدا محفوظا بكليتها. وكذلك تبين ايضا فى ذلك الكتاب بعينه ان الاجسام المتشابهة الاجزاء الحادثة اولا عن الاسطقسات، محدودة الوجود محصورة الاسباب من قبل حركات الاجرام السماوية ايضا، ومن قبل حركات الاسطقسات الجارية على نظام. فالاجرام السماوية اسباب بعيدة للاجسام المتشابهة الاجزاء، وصور الاسطقسات اسباب قريبة. وتبين ايضا فى كتاب الحيوان والنبات ان اشخاص النبات والحيوان محصورة الوجود محدودة الاسباب اما فى المتناسل منها، فمن قبل البزر والعقل الفاعل، واما فى غير المتناسل، فمن قبل الاسطقسات والاجرام السماوية والعقل الفاعل. واذا كانت هذه الاشخاص محصورة الوجود، فطبيعتها معقولة ضرورة عند الصورة المفارقة وهى التى نسبتها منها نسبة صورة الصانع من المصنوع.
مخ ۷۷