واما الذين قالوا بخروج الاشعة من العين، فلهم حجج مقنعة. واقواها ما يضع صاحب علم المناظر، من ان اسباب الرؤية وما يعرض فيها هى الخطوط الشعاعية المستقيمة او المنكسرة او المنعطفة، وما يضعه من ان الابصار انما يكون بشكل صنوبرى مخروط يخرج من العين وينتهى الى المبصرات. فظن هاؤلا ان هذه الخطوط والاشكال المؤثرة فى الابصار لا يمكن ان ترتسم الا فى جسم يخرج من العين وهو الشعاع. ونحن نقول اما ان الرؤية وما يعرض فيها، لا يتم اعطاء اسباب ذلك الا بتوهم هذه الخطوط والشكل الصنوبرى، فصحيح. لاكن نقول ان هذه الابعاد ليس الحامل لها ولا الموضوع شيئا غير المتوسط، وهو الجسم الشفاف، فان من شان هذا الجسم ان يقبل الضوء واللون هذا النوع من القبول.
مخ ۲۳