قال دعبل: لما قلت - مدارس آيات - نذرت أن لا أسمعها أحدا قبل الرضا (عليه السلام)، فسرت إليه وكان ولي عهد المأمون بخراسان فلما وصلت إليه أنشدته إياها فاستحسنها وقال: لا تنشدها أحدا حتى آمرك، واتصل خبري بالمأمون فأحضرني وأمرني بإنشادها فقلت: لا أعرفها، فقال:
يا غلام سل ابن عمي الرضا أن يحضر، فلما حضر قال له: يا أبا الحسن إني قلت لدعبل: ينشدني - مدارس آيات - فذكر أنه لا يعرفها، فالتفت إلى الرضا (عليه السلام)، وقال أنشدها (1) فاندفعت أنشد:
تجاوبن بالأرنان والزفرات * نوائح عجم اللفظ والنطقات يخبرن بالأنفاس عن سر أنفس أسارى هوى ماض وآخر آت فأسعدن أو اسعفن حتى تقوضت * صفوف الدجى بالفجر منهزمات على العرصات الخاليات من المها (2) سلام شج صب على العرصات فعهدي بها خضر المعاهد مألفا * من العطرات البيض والخفرات ليالي يعدين الوصال على القلى (3) * ويعدي تدانينا على الغربات وإذ هن يلحظن العيون سوافرا * ويسترن بالأيدي على الوجنات وإذ كل يوم لي بلحظي نشوة * يبيت لها قلبي على نشوات فكم حسرات هاجها بمحسر * وقوفي يوم الجمع من عرفات (4) ألم تر للأيام ما جر جورها * على الناس من نقص وطول شتات ومن دول المستهترين ومن غدا * بهم طالبا للنور في الظلمات فكيف ومن أنى يطالب زلفة * إلى الله بعد الصوم والصلوات سوى حب أبناء النبي ورهطه * وبغض بني الزرقاء والعبلات (5) وهند وما أدت سمية وابنها * أولوا الكفر في الإسلام والفجرات (6)
مخ ۹۹