بسم الله الرحمن الرحيم
قال الشَّيخُ أبو هلالٍ الحسنُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ سهلٍ، ﵀:
هذا كتابُ التلخيصِ فِي معرفةٍ أسماءِ الأشياءِ ونعوتِهَا، وشرحِ أنواعِها وفنونِها الَّتِي تفتقرُ عامةُ أهلِ الأدبِ إِلَى علمِهَا، وتحتاجُ إِلَى إتقانها وحفظها. قدْ هذبْتُهُ، وشذبْتُهُ، ونقَّحْتُهُ، وأوضحْتُهُ، ونفَيْتُ الشواغلَ عنهُ بإسقاطِ الشَّواهدِ والتَّصاريف منهُ، إِلاَّ نَبْذًا يسيرًا مُتفرَّقًا فِي أثنائِهِ، لا يَشغَلُ خاطرًا، ولا يُمِلُّ ناظرًا، لتتدانى شُعَبُهُ، وتَتقاربَ سُبُلهُ، ولا يَكْبُرَ عنِ المبتدئينَ، ولا يَصغُرَ عنِ المتوسِّطينَ. أسألُ اللهَ الانتفاعَ بِهِ والعونَ على أداءِ حقِّهِ فيْهِ، واستمِدُّ مِن عندهِ العِصمةَ، واستوهِبُهُ تمامَ النِّعمةِ. وهو تعالى وليٌُ ذلكَ ومُوليهِ، بمنِّهِ ولُطفهِ.
وقدْ قدَّمتُ إنشاءَ هَذَا الكتابِ لكَ، أيَّدكَ اللهُ، قصدًا لمِتعتِكَ، والزِّيادةِ فِي معرفَتِكَ، وبالَغْتُ فِي توخِّي إفادتِكَ. فضمَّنْتُهُ منْ أسماءِ أعضاءِ خَلقِ الإنسانِ وأوصافِهَا، وذِكرِ أخلاقِهِ وأصنافِهَا، ومِن أسامي الآلاتِ
1 / 29
والأدواتِ، وألوان المَطعُوماتِ والملبوساتِ، وأجناسِ البهائمِ والطُّيورِ والحَشَراتِ، وغيْرِ ذلكَ مِن أسماءِ السَّحابِ والأمطارِ، وأوصافِ النٍباتِ والأشجارِ، وذكرِ المِياهِ والأنهارِ، ونعوتِ الأَحْساءِ والآبارِ، وتَسميةِ الأبنيةِ والدُّورِ، والمنازلِ والقُصورِ، ما عَجزَ جميعُ كُتُبِ الأسماءِ والصِّفاتِ عن بُلوغِ غايتهِ فيهِ، وقَصَّرَ عن التَّخطِّي إِلَى انتظامِ معانيهِ.
وإذا تأمَّلْتَ كتابَ لُغْذَة عَرَفْتَ صحَّةَ قولي هذا. لأنَّكَ تراهُ قد اشتغلَ فيهِ وبالتَّصاريفِ وتفسيرِ الشَّواهدِ اشتغالًا طويلًا، لا يُجدِي على المبتدئينَ، ولا يحتاجُ إليهِ المتوسِّطونَ. فأُغْفَلَ أكثرَ أسماءِ الأشياءِ الَّتِي أنشأَ الكتابُ لأجلِهَا، ووسمهُ بذِكرِهَا. وكتابُ الدَّيْمَرتي فِي مذهبِ كتاب لُغْذَهَ، إِلاَّ أنَّهُ أصلحُ قليلًا للمبتدِئِ، وأخفُّ عليه مَحْملًا، وأقْصَدُ مَذْهبًا، وكتابُنا هَذَا أَجمَعُ لما أُرِيدَ بهِ، وأوضحُ وأسهلُ وأقربُ.
(وهو مشتملٌ على أربعينَ بابًا)
البابُ الأوَّلُ فِي أسماءِ أعضاءِ الإنسانِ، وذِكرِ الحَملِ والولادةِ، وما يجري معَ ذلكَ.
البابُ الثَّاني فِي ذكرِ أسماءِ أفعالِ الإنسانِ، وتصرُّفِ أحوالِهِ، وما يدخلُ فِي مَدْحِهِ وذَمِّهِ.
البابُ الثَّالثُ فِي ذكرِ القَرَاباتِ.
البابُ الرابعُ فِي ذكرِ أسماءِ الكُسْوةِ وصفاتِهَا، وذِكرِ أُصولِهَا، وذِكْرِ
1 / 30
الخِياطةِ والنِّساجةِ وأدواتِ النَّساجينَ، وما يجري معَ ذلكَ.
البابُ الخامسُ فِي ذكرِ الفُرُشِ والوسائدِ والنَّمَطِ، وما يجري معَ ذلكَ.
البابُ السَّادسُ فِي ذكرِ النَّعلِ والخُفِّ، وأدواتِ الأساكِفةِ والحذَّاءينِ.
البابُ السَّابعُ فِي أسماءِ الدُّورِ والمنازلِ وأدواتِ البنَّائينَ.
البابُ الثَّامنُ فِي ذكرِ الأبوابِ والأغلاقِ وأدواتِ النَّجارينَ.
البابُ التَّاسعُ فِي ذكرِ الآنيةِ والأثاثِ والآلاتِ وما يُستعمَلُ فِي البُيُوتِ.
البابُ العاشرُ فِي ذِكرِ الموازينِ والمكاييلِ والنُّقُودِ.
البابُ الحادي عشرَ فِي ذكرِ المُحِلاَّتِ والظُّرُوفِ.
البابُ الثَّاني عشرَ فِي ذكرِ الرَّحى.
البابُ الثَّالثَ عشرَ فِي ذكرِ النَّارِ والسِّراجِ.
البابُ الرابعَ عشرَ فِي ذكرِ الحُلِيِّ.
البابُ الخامسَ عشرَ فِي أسماءِ جواهرِ الأرضِ.
البابُ السَّادسَ عشرَ فِي ذكرِ الأطعمةِ.
البابُ السَّابعَ عشرَ فِي أسماءِ الطِّيبِ.
البابُ الثَّامنَ عشرَ فِي ذكرِ السَّماءِ والنُّجومِ واللَّيلِ والنَّهارِ والأوقاتِ.
البابُ التَّاسعَ عشرَ فِي ذكرِ الرِّياحِ.
البابُ العشرونَ فِي ذكرِ السَّحابِ والمطرِ والرَّعدِ والبرقِ.
البابُ الحاديَ والعِشرونَ فِي ذكرِ الآبار والأرْشيَةِ والدِّلاءِ.
البابُ الثانيَ والعِشرونَ فِي ذكرِ الأنهار والأحْساءِ، وصفاتِ المياهِ والغُدرانِ.
البابُ الثَّالثِ والعِشرونَ فِي أسماءِ النَّباتِ والبُقُولِ والرَّياحينِ.
البابُ الرابع والعِشرونَ فِي ذكرِ الزِّراعةِ وأدواتِ الزَّرَّاعينَ وأسماء الحُبُوبِ.
البابُ الخامسُ والعِشرونَ فِي أسماءِ الشَّجرِ وصفاتِهَا، وذكرِ النَّخيلِ والرُّطْبِ والتَّمْرِ، وما يجري معَ ذلكَ.
البابُ السَّادسُ والعِشرونَ فِي صفاتِ العِنَبِ، وذكرِ الخمْرِ وأسمائِهَا وصفاتِهَا، وذكرِ الفاكهةِ.
البابُ السَّابعُ والعِشرونَ فِي أسماء الأرَضينَ، وأسماء الفَلَواتِ والجِّبالِ
1 / 31
والرِّمالِ.
البابُ الثَّامنُ والعِشرونَ فِي ذكرِ أصنافِ السِّلاحِ، وأسماءِ مواضِعِ الحَرْبِ، وصفاتِ
الجيوشِ والكتائبِ.
البابُ التَّاسعُ والعِشرونَ فِي ذكرِ الخيلِ، وصفاتِ السَّرْجِ واللِّجَامِ.
البابُ الثَّلاثونَ فِي ذكرِ الإبِلِ وأوصافِهَا فِي جميعِ أحوالِهَا.
البابُ الحادي والثَّلاثُونَ في ذِكْرِ البَقَرِ والغَنَمِ والألْبَانِ
البابُ الثَّانيَ والثَّلاثونَ فِي ذكرِ الوُحوشِ.
البابُ الثَّالثَ والثَّلاثونَ فِي أسماءِ السِّبَاعِ.
البابُ الرابعُ والثَّلاثونَ فِي ذكرِ الهَوَامِ.
البابُ الخامس والثَّلاثونَ فِي ذكرِ الطُّيورِ.
البابُ السَّادسُ والثَّلاثونَ فِي ذكرِ الصُّنَّاعِ.
البابُ السَّابعُ والثَّلاثونَ فِي ذكرِ الأدويةِ، وذكرِ الأصباغِ.
البابُ الثَّامنُ والثَّلاثونَ فِي ذكرِ الدَّواةِ والأقلامِ والكُتُبِ.
البابُ التَّاسعُ والثَّلاثونَ فِي ذكرِ المَلاهِي ومَلاعِبِ الصِّبْيانِ.
البابُ الأربعونَ فِي أسماءِ أشياءِ مُختلفةٍ.
واللهُ الموفِّقُ للصَّوابِ، والهادي إِلَى الرَّشادِ، وهو حسبيَ، ونِعمَ الوكيلُ.
1 / 32
البابُ الأوَّلُ في
أسماءِ أعضاءِ الإنسانِ، وذكرِ الحملِ والولادةِ
وما يجري معَ ذلكَ
قالَ اللهُ تعالى: ﴿فَإِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِن مُّضْغَةٍ مُّخَلَّقَةٍ﴾. وأصلُ النُّطفةِ الماءُ القليلُ، يُقالُ: هَذِهِ نُطفةٌ عَذْبةٌ، أي ماءٌ قليلٌُ عذبٌ. وهوَ المَنِيُّ، يُقالُ: أَمْنى الرَّجلُ، يَمني إمناءً. وفي القرآن الكريمِ: ﴿أَفَرَأَيْتُم مَّا تُمْنُونَ﴾.
والمَذْيُ مصدرُ مَذَى الرَّجلُ، يَمْذِي مَذْيًا، وهو ما يَخرجُ منَ الإنسانِ عندَ المُلاعبَةِ والنَّظرِ. والوَدْيُ مصدرُ وَدَى الرَّجلُ، يَدِي وَدْيًَا، وهوَ الماءُ الرَّقيقُ يَخرجُ بعدَ البولِ. وهُمَا المَذْيُ والوَدْيُ، سُمِّيَا بالمصدرِ. والعامَّةُ تقولُ: المذيُ والوديُ، كما تقولُ المنيُ، وأجازهُ المُفضَّلُ.
والعَلَقَةُ الدَّمُ، أي يصيرُ المنيُ دمًا فِي الرحمِ.
والمُضْعَةُ منَ اللَّحمِ وغيرهُ قَدْرُ ما يُمضَغُ.
ويُقالُ: جامعَ الرَّجلُ المرأةَ، وباضَعها مُباضَعةً وبضاعًاَ، ولامَسها، وفي
1 / 33
القرآنِ: ﴿أَوْ لاَمَسْتُمُ النِّسَاء﴾.
وقدْ حَمَلَتِ المرأةُ، وهي حاملٌ. والحَمْلُ ما كانَ فِي بَطْنٍ أو على رأسِ شجرةٍ. والحَمْلُ ما كانَ على ظهرٍ أو رأسٍ. وقد حَبِلَتِ المرأةُ، وهي حُبْلَى.
ويُقالُ لها أوَّلَ ما تَحْمِلُ: نَسُوءٌ، وقد نُسِئَتْ، ونِسَاءٌ أَنْساءٌ. وهوَ من التَّأخيرِ، وذلكَ أنَّها إِذَا حَبِلَتْ تأخَّرَ حَيْضُهَا.
فإنِ اشتهَتْ على حَملِها شيئًا فهيَ وَحْمَى، ووَحِمَةٌ. ووَحِمَتْ وَحَمًا ووِحَامًا. ووَحَّمْناها، إِذَا أطعمْناها ما تَشتَهِي.
فإذا استبانَ حَملُها قيلَ: قد أَرْأَتْ، فهيَ مُرْءٍ. وهوَ منَ الرُّؤْيَةِ.
ويُقالُ لِوَجَعِ الِولادِ: المَخَاضُ والطَّلْقُ. والمرأةُ مطلوقةٌ، وممخوضةٌ ومَخِضَةٌ وماخِضٌ. وقد طُلِقَتْ. ومُخِضَتْ وتَمَخَّضَتْ.
والحِسُّ ألمٌ تجدُهُ المرأةُ بعدَ الولادةِ.
فإذا حَملَتْ فِي آخرِ قَرْئِها، وهوَ الطُّهرُ فِي قولِ بعضِهِم، قيلَ حملتهُ وُضْعًا وتُضْعًا. وقالَ بعضهم: القَرْءُ الحَيْضُ. والصَّحيحُ أنَّهُ الطُّهْرُ والحَيضُ جميعًا، وهو منَ الأضدادِ. وكلُّ
شيءٍ أتاكَ لوقتٍِ معلومٍ فقد أتاك لِقَرْئِهِ. قالَ الأعشى:
مُوَرَّثةً مَالًا وفي الحَيِّ رِفعةً ... لِما ضاعَ فيها من قُرُوءِ نسَائِكا
يَعني الطُّهرَ، والقُروءُ جمعُ قُرْءٍ، ويجوزُ أنْ يكونَ مصدرًا، يعني الطُّهر. وقال رسولُ
1 / 34
اللهِ ﷺ للمرأةِ: تَقعُدُ أيَّامَ أَقْرَائِهَا. أي تقعدُ عنِ الصَّلاةِ أيَّامِ الحَيْضِ.
وقالَ الشاعرُ:
كَرِهْتُ العَقْرَ، عَقْرَ بنِي شُلَيْلٍ ... إذا هَبَّتْ لقارِئِها الرِّياحُ
أرادَ لوقتِها، يعنيْ الشِّتاءَ. وقارِئُها ها هنا بمعنى المصدرِ، مثلُ العافيةِ والعاقبةِ.
فإنْ حَملَتْ وهي تُرْضِعُ فهيَ مُغْيِلٌ، والولدُ الَّذِي تُرضِعُهُ مُغْيَلٌ.
واللَّبنُ الغَيْلُ. وقد أغِيْلَتْ. وهذا خرجَ على الأصلِ، والقياسُ أغالَتْ، فهيِ مُغِيْلٌ. وقد جاء كذلكَ.
والولدُ مادامَ فِي بطنِ أُمِّهِ فهو جُنِيْنٌ، والجَّمعُ أجِنَّةٌ.
فإنْ وَلَدَتْ واحدًا فهي بِكْرٌ، والولدُ بِكْرٌ، وأبوهُ بِكْرٌ، وقيلَ: لا يُقالُ ذلكَ مُطلقًا، إنَّما يُقالُ: هوَ بِكْرُ أبَوَيْهِ.
1 / 35
فإنْ وَلَدَتْ اثنينَ فهي ثِنْيٌ
فإنْ خرجَ رِجْلاَ المولودِ قبلَ رأسهِ قيلَ: ولَدَتْهُ يَتْنًَا، وقدْ أيْتَنَتْ. فإن خرجَتْ يداهُ فهوَ الوَجِيْهُ.
والعِقْيُ ما يَخرجُ من الصَّبيِّ ساعةَ يُولَدُ. والعَقْيُ، بالفتحِ، المَصْدَرُ.
فإنْ أسْقَطَتْ فهوَ سِقْطٌ وسُقْطٌ. فإن ولَدَتْهُ وقد تمَّتْ شهورُهُ فهي مُتِمٌّ، وقد أَتَمَّتْ، وقد وَلَدَتهُ لِتَمامٍ.
والرَّبِيْكَةُ أوَّلُ مَصَّةٍ يَمَصُّها الصَّبيُ من لَبَنِ أمِّهِ. والضَّبيكُ مِثلُها.
ويُقالُ: رَضَعَ المولودُ أُمَّهُ، وأرضعَتْهُ هي. ومَلَجَ الصَّبيُ ثَدْيَ أُمِّهِ. وفي الحديثِ: لا تُحَرِّمُ الإمْلاجةُ والإمْلاجتَانِ، أي أنَّ الَّذِي يُحرِّمُ منَ الرَّضاعِ الرَّيِّ، هكَذَا قيلَ. وهذا تأويلُ قولِ النَّبيِّ ﵇: الرَّضاعةُ منَ المَجَاعةِ. وليسَ كذلكَ، إنَّما هَذَا دليلٌ على أنَّ رَضاعَ الكبيرِ لا حُكْمَ لهُ. ويُقالُ: رِضاعٌ، بكسرِ الرَّاءِ، فإذا أدخلَتْ الهاءُ فَتَحْتَ الرَّاءَ فقلتَ: رَضاعةٌ. ويجوزُ الكسرُ فيها.
والرَّضاعةُ من اللُّؤمِ بالفتحِ لا غيرُ. يُقالُ: رَضُعَ، بضمِّ الضَّادِ، رُدَّ إِلَى نظيرهِ فِي المعنى، وهو قولُكَ: لؤم.
فصلٌ فِي جماعةِ خَلْقِ الإنسانِ
جماعةُ خَلْقِ الإنسانِ الشَّخصُ والطَّللُ والآلُ والسَّمامةُ والسَّماوةُ
1 / 36
والشَّبحُ والشَّذَفُ والسَّوادُ. يُقالُ: تَطالَلْتُِ، أي ترفَّعْتُ لأنظرَ إِلَى شيءٍ بعيدٍ، وهو منْ الطَّلَلِ.
فصلٌ فِي ذكرِ القامةِ
الأُمَّةُ والقامةُ، وقيلَ: قامةٌ وقُومهُ وقَوَامٌ وقُومِيَّةٌ وقَدٌّ. ورجلٌ مقدودٌ، حَسَنُ القَدِّ ومُقَذَّذٌ، بالذَّالِ مُعْجَمَةً، أُخِذَ منَ القُذَّةِ.
ويُقالُ لشخصِ الإنسان إِذَا كانَ قاعدًا أو مُضْطَجِعًا: جُثَّةٌ، وإِذَا كانَ قائِمًا أو راكبًا: قِمَّةٌ. والقِمَّةُ أيضًا وَسَطُ الرَّأسِ.
والجُثمانُ والجُسمانِ الجِسْمُ، وكذلكَ الأجلادُ والتَّجاليدُ. وليسَ للتَّجاليدِ واحدٌ، ولا للأجلادِ. ولا نعرفُ للجُثمانِ ولا الجُسمانِ جَمْعًا.
فصلٌ فِي ذكرِ الرَّأسِ
جِلْدَةُ الرَّأس: الفَروةُ والشَّواةُ. فظاهِرُها وظاهِرُ سائرِ الجِلْدِ بَشَرَةٌ.
وباطِنُها وباطنُ سائرِ الجلدِ أَدَمَةٌ. ويُقالُ: بَشَرْتُ الأديمَ، إِذَا أخذْتُ ظاهرهُ بشفرةٍ. وقالَ ابْنِ السِّكِّيتِ: بَشَرْتُهُ، إِذَا أخذْتُ باطِنَهُ.
ويُقالُ لأعلى الرَّأسِ القُلَّةُ. وكذلكَ أعلى الجَبَلِ.
والهامةُ معظمُ الرَّأسِ. وفيها اليافوخُ، وهو المَوضِعُ الَّذِي لا يَلْتَئِمُ منَ الصَّبيِّ إِلاَّ بعدَ سنتينِ أو نحوِ ذلك. وهو النَّمَغَةُ والرَّمَّاعَةُ.
والعَظْمُ الَّذِي فيه الدِّماغُ الجُمْجُمَةُ. وقبائِلُهُ: قِطَعُهُ المَشعُوبُ بعضُها ببعضٍ، وهيَ أربعٌ، والواحدةُ قبيلةٌ. ومَواصلُ القبائلِ الشَّؤونُ، الواحدُ شأنٌ، وهي مجاري الدُّموعِ عندَهُمْ.
1 / 37
وأمُّ الدِّماغِ الجِلدةُ الرَّقيقةُ الَّتِي أُلْبِسَها. ويُقالُ للشَّجَّةِ إِذَا بلغَتْ أُمَّ الدِّماغِ: مأمومةٌ وآمَّةٌ. وقد أمَّهُ يؤمُّهُ، إِذَا ضربَهُ آمَّةً، وهو مأمومٌ
والفَرَاشُ عِظامٌ رِقاقٌ فِي الحواجبِ. والفَراشُ كلُّ عظمٍ رقيقٍ كقشرِ البصلِ يطيرُ عنِ العظمِ إِذَا ضُرِبَ.
والذُّؤابةُ أعلى الرَّأسِ. وأعلى كلِّ شيءٍ ذُؤَابَتُهُ.
والقَمْحُودَةُ: النَّاشِزَةُ فوقَ القفا. والجمعُ قَماحِدُ وقَماحِيْدُ. والفأسُ حَرْفُها.
والقَرنانِ حَرْفا الهامةِ مِنْ عَنْ يمينٍ وشمالٍ.
والقَذَالُ ما بين النَّقرةِ والأُذُنِ. وهما قذالانِ. والجمع قُذُلٌ.
والنَّقرةُ مُنْقَطَعُ القَمْحُودَةِ. والذِّفْرَيانِ الحَيْدَانِ النَّاتِئانِ عن يمينِ النَّقرةِ وشمالِها.
والدَّائرةُ: الشَّعرُ الَّذِي يَستديرُ على القَرْنِ.
والفَوْدَانِ ناحِيَتا الرَّأسِ، مِن كلِّ شِقٍّ فَوْدٌ.
والمَسائحُ ما بينَ الأذُنِ والحاجبِ، تَصعَّدُ حَتَّى تكونَ دونَ اليافوخِ.
والخُشَشَاوانِ: العَظمانِ الناشزانِ بينَ مُؤخَّرِ الأذُنِ وقُصاصِ الشَّعرِ.
ويُقالُ: خُشَّاوانِ وخُشَاوانَ، الواحدُ خُشَّاءٌ وخُشَشَاءٌ. وقالَ الأصمعيُّ: خُشَّاءٌ غيرُ مصروفةٍ.
وقُصاصُ الشَّعرِ حيثُ يَنقَطِعُ مِن مُقَدَّمِ الرَّأسِ.
والفَهْقَةُ الفِقْرَةُ منَ العُنقِ الَّتِي تَلِي الرَّأسَ.
والفائِقُ عُظَيْمٌ صغيرٌ فِي مَغْرِزِ الرَّأسِ منَ العُنُقِ، وهو الدُّرْدَاقِسُ.
والمَقَذُّ مُنتهى مَنْبِتِ الشَّعرِ منْ مؤخَّرُ الرَّأسِ.
فصلٌ فِي صِفاتِ الرَّأسِ
رأسٌ أَكْبَسٌ: عظيمٌ، وكذلك كُبَاسٌ. وهامةٌ كَبْسَاءُ.
ورجلٌ كَرَوَّسٌ: عظيمُ الرَّأسِ.
1 / 38
والمُصَفَّحُ: الَّذِي يُضغَطُ مِن قِبَلِ صِدْغَيْهِ، فيطولُ ما بينَ جبهتهِ وقفاهُ.
والصَّعْلُ الصَّغيرُ منَ الرُّؤوسِ. والمُؤوَّمُ الضَّخمُ المُستديرُ والخَشَاشُ الخفيفُ، شُبِّهَ برأسِ الحيَّةِ.
فصلٌ فِي ذكرِ الأُذُنَيْنِ
الأذُنانِ. ويُقالُ لهما الأُنْثَيَانِ، والحُذْنَتَانِ. ويُقالُ أيضًا: رجلٌ حُذُّتَهٌ، إِذَا كانَ صغيرَ الأذُنِ. وقيلَ: الحُذُنَّةُ الصَّغيرةُ من الآذانِ. ويُقالُ لهما: القُذَّتانِ.
وفيهما الغُضرُوفانِ، والغُرضُوفانِ سَوَاءٌ، وهو ما أشبهَ العَظْمَِ الرَّقيقَ مِن فروعِهِمَا.
وحِتَارُ الأذُنِ: كِفافُها مِنْ أعلاَهَا.
والشَّحْمَةُ: ما لاَنَ مِنْ أسْفلِها.
والوَتِدُ الهُنَيَّةُ النَّاشِزةُ فِي مُقدَّمِها مِمَّا يلي أعْلى العارِضِ.
ومَحَارتُها: صَدَفَتُها.
والصِّماخُ الخَرْقُ النَّافذُ فيها إِلَى الرَّأسِ. وهو السَّمُّ أيضًا.
ويُقالُ للأذُنِ: مِسْمَعٌ، بكسرِ الميمِ. والمَسمَعُ، بالفتحِ، مكانُ الاستماعِ. تقولُ: هوَ منِّي بمَرْأىً ومَسْمَعٍ، أي بحيثُ أراهُ وأسمعُ منهُ.
والصَّماليخُ مثلُ القُشورِ تَخرُجُ مِنْهَا، الواحدُ صِمْلاخٌ وصُمْلوخٌ، وهو الوَسَخُ.
فصلٌ فِي صِفاتِ الأُذُنِ
الصَّمْعاءُ اللَّطيفةُ منَ الآذانِ اللاَّصقةِ بالرَّأسِ. رجلٌ أصْمَعُ، وامرأةٌ صمعاءُ. والاسمُ الصَّمَعُ.
1 / 39
والخَذا استرخاءُ الأُذُنِ. رجل أخْذَى، وامرأةٌ خَذْواءُ. والاسم الخَذَا.
والسَّكَكُ صِغَرُها ولُصُوقُها بالرَّأسِ. رجلٌ أَسَكُّ، وامرأةٌ سَكَّاءُ.
والغضَفُ إقبالُها على الوجهِ، وبعضُهم يقولُ على الرَّأسِ، وانكسارُ طَرَفِها. رجلٌ أغْضَفُ، وامرأةٌ غَضْفاءٌ. وهو فِي الكِلابِ إقبالُها على الرَّأسِ.
والقَنَفُ عِظَمُها، وانقلابُها على الوجهِ، وتَبَاعُدُها منَ الرَّأسِ. رجلٌ أقْنَفُ، وامرأةٌ قَنْفَاءٌ.
والشَّرْفَاءُ من الآذانِ القائمةِ. وكذلك الشَّرَّافِيَّةُ.
والماضي من جميعِ ذلكَ (فَعِلَتْ)، والمستقبلُ (تَفْعَلُ)، مثلَ: غَضِفَتْ تَغْضَفُ، وخَذِيَتْ تَخْذَى، وسَكِكَتَ يا رجلُ، تَسَكُّ.
وأُذُنٌ حَشَرَةٌ: صغيرةٌ مُحدَّدةُ الطَّرْفِ. وكذلك مُؤَلَّلةٌ، مأخوذةٌ منَ الآلةِ، وهيَ الحَرْبَةُ، ومُؤسَّلةٌ، ومُؤنَّفةٌ.
والقَفْعاءُ: المُتَقَفِّعَةُ، والقَفَعُ انزواءٌ فِي أعالِيْها. والقَصْواءُ المقطوعُ مِنْ أعالِيْها شيءٌ. والرَّعْلاءُ المشقوقةُ شَقًَّا واسعًا. والعَضْباءُ: المقطوعةُ مِن أعالِيها أيضًا. والشَّرْماءُ: الَّتِي قُطعَ منْ طَرِفِها شيءٌ يسيرٌ. والصَّلْماءُ: الَّتِي اقتُطعَتْ مِنْ أصلِها. وكذلكَ الكَشْماءُ. والوَفْراءُ: الضَّخمةُ الشَحْمةُ، والجَّدْعاءُ: المقطوعةُ مِنْ أعلاها أيضًا. وأُذُنٌ شَفَارِيَّةٌ: طويلةٌ عريضةٌ. والخَرْماءُ: الَّتِي شُقَّتْ شَحمتُها.
ورجلٌ أُذانِيٌّ: كبيرُ الأُذُنِ.
وشعرُ الأُذُنِ: الغَفْرُ.
وفي الأُذُنِ الوَقْرُ، وهو الثِّقَلُ فيها حَتَّى يَسْمَعَ بعضَ الأشياءِ. والصَّمَمُ أنْْ لا يَسمعَ شيئًا، وأصلُهُ منَ الصَّمِّ، وهو السدُّ.
فصلٌ فِي ذكرِ الشَّعَرِ
يُقالُ شَعَرٌ وشَعْرٌ، وبالتَّحريكِ أجودُ. ويُقالُ لشَعَرِ الرَّأسِ كلِّهِ: الفَرْعُ.
1 / 40
وشَعَرٌ جَعْدٌ. وسَبْطُ خِلافُ الجَعْدِ. والقَطَطَ: الشَّديدُ الجُعودةِ. والمُقْلَعِطُّ: الشَّديدُ الجُعودةِ أيضًا. والفَرَعُ: تمامُ الشَّعَرِ، رجلٌ أفرعُ، وامرأة فرعاءُ. والأثِيثُ: الطَّويلُ الكثيرُ الأصولِ. والجَثْلُ: الكثيرُ منَ الشَّعَرِ. ومنَ النَّباتِ. ورجلٌ أهْلَبُ: كثيرُ الشَّعَرِ، والهُلْبُ: شَعَرُ الذَّنْبِ وغيرِهِ. والوَحْفُ: الكثيرُ الأصولِ منَ الشَّعَرِ والنَّباتِ. والمُسْبَكِرُّ: المُسترخي. والمُستَرْسِلُ: اللَّيِّنُ. الأصمعيُّ: الرَّسْلُ كلُّ مُسترسلٍ، وكلُّ سهلٍ ليِّنٍ.
والغُسْنَةُ والخُصْلَةُ واحدٌ، وهي القبضةُ منَ الشَّعَرِ، والجمعُ غُسَنٌ وخُصَلٌ. والعقيصةُ والقصيبةُ والضَّفيرةُ والغديرةُ مثلُ ذلكَ.
فأمَّا العُقُصُ فخيوطٌ تُصبَغُ بسوادٍ، ويُوصَلُ بها الشَّعَرُ، وهي القرامِلُ، واحدُها عِقاصٌ.
وأصْلُ الضَّفيرةِ منَ الضَّفْرِ، وهو الفَتْلُ بأطرافِ الأصابعِ، والفتلُ بباطنِ الكفِّ.
والنُّصَّةُ والقُصُّةُ: الشعرُ الَّذِي يقعُ على وجهِ المرأةِ مِنْ مُقدٍمِ رأسِها.
وقيلَ غَديرةٌ، لأنَّها غُودِرَتْ فطالَتْ، أي تُرِكَتْ.
وقيلَ قَصيبةٌ وقُصَّابةٌ لأنَّها تَدوَّرَتْ فصارَتْ مثلَ القَصَبةِ.
وشَعَرٌ أحْجَنُ: إِذَا كانَ مُنثنِيَ الطرَفِ مثلَ المِحْجَنِ.
والقُرُونُ: ماطالَ مِنْ شَعَرِ المرأةِ، والنَّاصيةُ: ما نَبَتَ على مُقدَّمِ الرَّأسِ، وهيَ العِفْرِيةُ. والعُنْصُوَةُ منَ الشَّعَرِ، والجمعُ عَنَاصٍ، قِطَعٌ تَبقى مِنْ شَعَرِ الرَّأسِ. والحِفَافُ: ما أطافَ بالَّرأسِ منَ الشَّعَرِ. واللِّمَّةُ: ما طالَ حَتَّى نالَ المَنكِبينَ، وقيلَ نالَ الأُذُنينَ. وما جاوزَ ذلكَ فهُوَ الجُمَّةُ. والوَفرةُ: مثلُ اللِّمٍةِ.
1 / 41
والجَلَى، مقصورٌ، والجَلَحُ: أن ينحسرَ الشَّعَرُ من مُقدَّمِ الرَّأسِ، رجلٌ أجلى وأجلحُ. وقد جَلِيَ وجَلِحَ. وجَلِهُ يَجْلَهُ مثلُهُ.
والصَّلَعُ: أنْ يبلُغَ الانحسارُ نِصفَ الرَّأسِ. رجلٌ أصلعُ. وقد صَلِعَ. والزَّمَرُ والمَعَرُ: قِلَّةُ الشَّعَرِ. والأمْرطُ: المنتوفُ. والأمْعَطُ مثلُهُ. وتَمَرَّطَ وتَمَعَّطَ: إِذَا تَحَاتَّ شَعَرُهُ.
وشعفاتُ الرَّأسِ: أعلى شَعَرهِ، وشَعَفَةُ كلِّ شيءٍ: أعلاهُ.
والشُّرْصَةُ والشِّرْصَةَ: النَّزعةُ عندَ الصُّدغِ. والسُّباطةُ: ما يسقطُ منَ الشَّعَرِ إِذَا سرَّحْتَهُ: والقَزَعُ: قِطَعٌ تبقى منَ الشَّعَرِ.
والتَّسبيدُ: حَلْقُ الشَّعَرِ، سَبَّدَ رأسَهُ: إِذَا حلقَ شَعَرَهُ. وقَالُوا: هو أنْ يُستأصَلَ جَزُّهُ. والحَرَقُ: قِصَرُ الشَّعَرِ، حَرِقَ يحَرْقَُ حَرْقًَا. وشَعَرٌ مُشعانٌ: مُتَنَفِّشٌ، وقدِ اشْعانَّ اشْعِيْنَانًا. والشَّوْعُ: انتشارُ الشَّعَرِ، وقدْ شَوِعَ. وهوَ أشْوَعُ. وفي الشَّعَرِ الكَشَفُ، وهو دائرةٌ تكونُ فِي قُصاصِ الَّشَعرِ، رجلٌ أكْشَفُ، وامرأةٌ كشفاءُ. والغَمَمُ: أنْ يُغطيَ الشَّعَرُ منْ كَثْرَتِهِ القَفا مِنْ خَلْفٍ، والجَبينَ من قُدَّامٍ، رجلٌ أغَمُّ، وامرأةٌ غمَّاءُ. والحَصَصُ: قِصَرُ الشَّعَرِ حَتَّى كأنَّهُ محلوقٌ.
فصلٌ فِي ألوانِ الشَّعَرِ
الحُلبوبُ والحُلكوكُ والغِربيبُ والمُسْحَنْكِكُ والحالكُ والمُحْلَوْلَكُ. وقدِ اسْحَنْكَكَ واحْلَولَكَ، كلُّ ذلك الأسودُ.
والأصبَحُ، والأملَحُ الَّذِي يعلوهُ بياضٌ مِنْ خِلْقَةٍ. وأكثرُ ذلكَ فِي اللِّحى. والاسمُ الصُّبْحةُ والمُلْحةُ. وقد صَبِحَ ومَلِحَ.
ومنهُ الأمغرُ، وهو الَّذِي على لونِ المَغْرَةِ. وقد مَغِرَ يَمْغَرُ مَغْرًَا.
والأشمطُ: الَّذِي قد خالَطَ سوادَهُ بَيَاضٌ. وقد شَمِطَ يَشْمَطُ شَمْطًَا.
1 / 42
فصلٌ فِي ذكرِ اللِّحيةِ
اللِّحيةُ تَجمعُ شَعَرَ الوجهِ كلَّهُ. فما كانَ منَ الصُّدغِ إِلَى مَنْبِتِ الأسنانِ فهوَ المُسَاكُ، والعِذارُ. وما انسبلَ مِن مُقدَّمِها فهَو السَبَلَةُ. والسِّبالُ فوقَ الشَّاربِ. والشَّاربُ حَرْفُ الشَّفةِ العُليا. والعَنْفَقَةُ ما تحتَ الشَّفةِ السُّفلى. والعُثْنُونُ طرفُ اللِّحيةِ مِمَّا يلي الصَّدرَ. والنَّكفتانِ مِنْ عَنْ يمينِ العَنْفَقَةِ وشمالِها حيثُ لا يَنبُتُ الشَّعَرُ. الواحدةُ نَكَفَةٌ.
فصلٌ فِي صِفةِ اللِّحيةِ
كلُ بياضٍ فِي اللِّحيةِ فهو شَيبٌ، قلَّ أو كَثُرَ. وقد شابَ الرَّجلُ يشيبُ، وهو أشيبُ، والجمعُ شِيبٌ. ولمْ يقولُوا: امرأةٌ شيباءُ، اكتفوا بالشَّمطاءِ.
فإذا زادَ قليلًا فهو الشَّمَطُ.
فإذا كانَ أكثرَ من ذلك قيلَ: قد خَيَّطَ فيها الشَّيبُ. ووخَطهُ الشَّيبُ.
فإذا نَصَفَ قيل: قدْ أَخْلَسَتْ. والرَّجلُ مُخْلِسٌ وخالسٌ.
فإذا كانتِ اللِّحيةُ فِي الذَّقنِ ولم تكُنْ فِي العارضينِ فالرَّجلُ سَنُوطٌ وسِنَاطٌ. فإذا لم يكُنْ فِي وجههِ كثيرُ شَعَرٍ فالرَّجلُ ثَطٌّ، مِن قوم ثُطٍّ، وثِطَاطٍ، على غيرِ قياسٍ. وأجاز أبو زيدٍ: رجلٌ أثَطُّ، ولم يُجِزهُ غيرهُ، وهوَ قياسٌ.
وإذا كانَ عظيمَ اللِّحيةِ قيلَ: هِلَّوفٌ.
وزَبَقَ لِحْيَتَهُ: إِذَا نَتَفَها.
1 / 43
فصلٌ فِي ذكرِ الوَجْهِ
هوَ الوجهُ والمُحيَّا. وحَدُّهُ مِنْ قُصاصِ الشَّعَرِ إِلَى الذَّقنِ.
والجبهةُ موضعُ السُّجودِ. والجبينانِ يَكتَنِفانِ الجَبهةَ. ويُقالُ: للخطوطِ الَّتِي فِي الجَبهةِ: الأسِرَّةُ، الواحدُ سِرَرٌ.
والوَجْنَةُ ما نَتأَ منَ الوجهِ. والخدُّ أسفلَ منْ ذلكَ. ويُقالُ للخدَّينِ: الدِّيباجتانِ. والقَسِمَةُ أعلى الوَجْنَةِ.
والعَوَسُ دخولُ الخدَّينِ حَتَّى يكونَ فيهما كالهَزْمَتَيْنِ: رجلٌ أعْوَسُ، وامراةٌ عَوْساءُ.
وفي الوَجْهِ الخالُ، والجميعُ خيلانٌ. معروفٌ. رجلٌ أَخْيَل: بوجْهِهِ خالٌ، وأشْيَمُ بوجْهِهِ شامةٌ.
والدَّبَبُ الزَّغَبُ الَّذِي يكونُ على الوجهِ. قالَ الرَّاجزُ:
نَتْفَ النِّساءِ دَبَبَ العَرُوسِ
والمَحْجِرُ: ما يبدُو منَ النِّقابِ.
والحِجاجانِ: العظمانِ اللَّذانِ يَنبُتُ عليهِما الحاجبانِ. والحاجبُ اسم الشَّعَرِ. قالَ أبو حاتم: الحِجاجانِ غارا العينينِ. وغارُ العينِ الوَقْبُ الَّذِي هيَ فيهِ.
فإذا طالَ الحاجبانِ حَتَّى يلتقيَ طرفاهُما فذلكَ القَرَنُ، وهما مقرونانِ.
والرَّجلُ أقْرَنُ، عنِ ابْنِ السِّكِّيتِ. وقالَ أبو حاتمٍ: لا يُقالُ رجلٌ أقرنُ، إنَّما يُقالُ: رجلٌ مقرونُ الحاجبينِ، بالإضافةِ لا غيرُ.
فإن طالاَ ودَقَّا وامتَدَّا إِلَى مؤخرِ العينِ فذلكَ الزَّجَجُ. يُقالُ حاجبٌ
1 / 44
أزَجُّ.
والبَلَجُ الفُرْجَةُ بينَهُما. والعَرَبُ تُسْتحِبُّهُ. رجلٌ أبلجٌ، وامرأةٌ بلجاءُ. وكذلكَ البُلْجَةُ، والبَلْذَةُِ.
وحاجبٌ مُهَلَّلٌ: مُقَوَّسٌ.
والكَلْثَمَةُ استدارةُ الوجهِ. ومنهُ سُمِّيَ الفيلُ كُلْثُومًا.
فصلٌ فِي صِفةِ الجَّبْهَةِ
الصَّلْتَةُ: البارزةُ الواسعةُ. والغَمَّاءُ الَّتِي قد ضاقَ عَظمُها، وانْسَبَلَ عليها شَعَرُ ناصيَتَها مِن غيرِ نَزَعٍ. والنَّزعاءُ الَّتِي أدْبرَتْ ناصيَتُها. فإذا كثرَ الشَّعَرُ عليها فهيَ زَبَّاءُ، والاسْمُ الزَّبَبُ. والكَشفاءُ الَّتِي أدْبرَتْ ناصيَتُها، وارتفعَتْ على شَعَرِ صُدغَيْها.
فصلٌ فِي ذِكرِ العَيْنِ
شحمةُ العينِ الَّتِي تَجمعُ السَّوادَ والبياضَ يُقالُ لها المُقْلَةُ. والسَّوادُ الَّذِي فِي وسطِ البياضِ يُقالُ لهُ الحَدَقَةُ. وفي الحدقةِ النَّاظِرُ، وهو موضعُ البَصَرِ.
وإنسانُ العينِ ما يُرى فيها كما يُرى فِي المرآةِ. قال أبو عُبَيْدَةَ: يُقالُ لحدقةٍ فِي جوفِ الحَدَقَةِ: الحُنْدُوْرَةُ والحِنْدِيْرَةُ. والغَرْبانِ منْهُما: مُقدَّمُهما ومُؤخَّرُهما. والغُرُوبُ مجرى الدَّمعِ.
وجَفناها غِطاءُ المُقلةِ من أسفلَ وأعلى، والجمعُ أجفانٌ. والشُّفْرُ حرفُ الجَفْنِ، وهو مَنبِتُ الشَّعَرِ منهُ، والجمعُ أشفارٌ. والهُدْبُ الشَّعَرُ.
1 / 45
الواحدةُ هُدْبَةٌ. رجلٌ أهدبُ: كثيرُ أهدابِ العينِ.
واللَّخْصُ جِماع لحمِ الأجفانِ. فإذا وَرِمَ الجَفنُ قيلَ: لَخِصَ يَلْخَصُ لَخَصًا. والرَّجلُ أَلْخَصُ، والمرأةُ لَخْصَاءٌ.
والنَّاظرانِ عِرقانِ على حَرفَي الأنفِ.
والمُؤْقُ طرفُها الَّذِي يلي الأنفَ. يُقالُ لهُ: مَأْقٌ، مهموزٌ وغيرُ مهموزٍ، ومَاقٍ أيضًا، مثلُ قاضٍ. واللِّحَاظ طَرَفُها الَّذِي يَلِي الصُّدْغَ. والجَمْعُ لُحُظٌ. وأَدْنَى العَدَدِ أَلْحِظَةٌ. والحَمَالِيقُ نَوَاحِي العَيْنِ.
فصلٌ فِي صِفةِ العَيْنِ
البَرَجُ عظمُ العينينِ وحُسْنُهُما منْ باطنٍ، رجلٌ أبْرَجُ، وامرأةٌ بَرجَاءُ.
والنَّجَلُ سَعَتُهما وحُسنُهما، رجلٌ أنْجَلُ، وامرأةٌ نجلاءُ. وطعنةٌ نجلاءُ: واسعةٌ.
وفيها الدَّعجَ، وهو شِدَّةِ سَوادِها فِي شَدَّةِ بَيَاضِها. رجلٌ أدْعَجٌ، وامرأة دَعْجاءُ.
والكَحَلُ أنْ تكونَ الحماليقُ سُودًا من غيرِ كُحْلٍ. رجلٌ أكْحَلٌ، وامرأةٌ كَحْلاءُ.
وعينٌ سَبْلاَءُ: طويلةُ الأهدابِ.
والعَيَنُ سَعَتُها وحُسنُها، رجلٌ أعْيَنٌ، وامرأةٌ عَيْناءُ، وعِيْنٌ.
والشُّكْلَةُ: حُمرةٌ تُخالِطُ بَيَاضَها.
والجُحُوظُ بروزُ المُقلةِ حَتَّى تخرُجَ منَ الأجفانِ، رجلٌ جاحظٌ، وامرأةٌ جاحظةٌ.
1 / 46
والكُمْنَةُ بقيَّةٌ تبقى منَ الرَّمَدِ.
والقمَعُ كَمَدُ لونِ المَأْقِ.
والحَوَصُ ضيقٌ فِي مُؤخَّرِها. رجلٌ أحْوَصُ، وامرأةٌ حَوْصَاءُ. والخَوَصُ صِغَرُها وغُؤُورُها.
والعَمَشُ ضَعْفُ البصرِ، وتغميضُهُ عندَ النَّظَرِ. ومثلهُ الغَطَشُ، وقريبٌ منهُ الدَّوَشُ.
والحَذَلُ حُمرةٌ وانْسِلاقٌ.
يُقالُ فِي هَذَا كُلِّهِ للذَّكرِ (أَفْعَلُ)، وللأُنثى (فَعْلاَءُ). والماضي منهُ (فعلَ)، والمستقبلُ (يَفْعَلُ).
والسَّماديرُ كالغِشاوةِ تَغشي العينَ. يُقالُ: قدْ غَشِيَها سَمادِيرُ.
والقُضأةُ حُمرةٌ واسترخاءٌ يَلحقُ المَأْقَ. وقد قَضِئَ الرَّجلُ، يَقْضَأُ. وفي نَسَبِهِ قُضْأَةٌ، أيْ عيبٌ.
والعُوَّارُ والعائرُ والاسْتيخاذُ: شِدَّةُ الرٍمَدِ. يُقالُ: اسْتأخذَ بَصَرُهُ.
والوَدَقَةُ بَثْرَةٌ تَخرُجُ فيها. وَدَقَتْ تَدِقُ.
والظَّفرةُ: جِلدةٌ تَلْبَسُ الحَدَقَةَ.
والمَرَهُ بياضُ الحماليقِ. رجلٌ أَمْرَهُ، وامرأةٌ مَرهاءُ.
والزَّرَقُ أنْ يكونَ سَوادُ العينِ أخضَرَ.
والشَّهَلُ أنْ يكونَ بينَ السَّوادِ والحُمرةِ.
والحَوَلُ فِي إحدى العينينِ. قال أبو عُبَيْدَةَ: هو مَيلُها إِلَى الحاجبِ.
والقَبَلُ انقلابُ المُقلتيْنِ، كلُّ واحدةٍ تُقْبِلُ إِلَى الأُخرَى.
والعَمَهُ والكَمَهُ: أنْ يُوْلَدَ أعمى.
والعَوَرُ: ذَهابُ إحدى العينيْنِ.
والشَّتَرُ انشقاقُ الجَفنِ الأعلى. قالَ أبو عُبَيْدٍ: الشَّتَرُ أنْ ينقلبَ
1 / 47
الجَفنُ الأسفلُ فتظهرَ حماليقُهُ.
والشَّوسُ أنْ ينظرَ الرَّجلُ بإحدى عينَيْهِ. والخَزَرُ مثلهُ أو قريبٌ منهُ.
والشَّصَا مثل الشُّخوصِ. قالَ أبو عُبَيْدٍ: الخزرُ أنْ تميلَ الحدقةُ من قِبَلِ الأُذُن. والخَثَرُ: خشونةٌ منَ الرَّمْصِ.
يُقالُ فِي كلِّ هَذَا للذَّكرِ (أَفْعَلُ)، وللأُنثى (فَعْلاَءُ). والماضي (فَعِلَ) والمستقبلُ (يَفْعَلُ).
واللَّحَحُ انْسلاقٌ والتصاقٌ. وقد لَحِحَتْ، بإظهارِ التَّضعيفِ.
والتَّدويمُ: دورانُ الحدقةِ.
والبَرْشَمَةُ والبَرْهَمَةُ والرُّنُوُّ إدامةُ النَّظرِ. رَنَا يَرْنُو. وبَرْهَمَ يُبَرْهِمُ، وبَرْشَمَ يُبَرْشِمُ.
ودَنْقَسَ وطَرْفَسَ: إِذَا نظرَ وكسرَ عينَهُ.
واستشرفْتُ الشَّيء واستكففْتُهُ، وهو أنْ تضعَ يدَكَ على حاجبِكَ وتنظرَ إليهِ.
واستوضحْتُ الشَّيءَ، إِذَا وضعْتَ يدَكَ على عينِكَ فِي الشَّمسِ، ونظرْتَ إليهِ.
ونفَضْتُ المكانَ، إِذَا نظرْتَ جميعَ ما فيهِ.
والأشْوَةُ السَّريعُ الإصابةِ بالعينِ. والمرأةُ شوهاءُ.
ويُقالُ: جَلَّى بـ (بَصَرِهِ)، إِذَا رَمى بهِ.
ورجلٌ شائهٌ وشاهِي البصرِ: حَدِيْدُهُ.
والتَّحميجُ إدامةُ النَّظرِ مع قُبحِ العينِ. واستدارةِ الحدقةِ.
والشَّفْنُ، بالإسْكانِ: النظرُ فِي اعتراضٍ، شَفَنَ يَشْفِنُ شُفُونًَا وشَفْنًَا.
1 / 48