ص -70- ... وقول عمر رضي الله عنه متعتان أنهى عنهما ولو كنت تقدمت فيهما لعاقبت أي لو كنت نهيتكم عن هذا قبل هذا وعلمتم بنهيي لعاقبتكم بهذه الجناية لكن لا أؤاخذكم لعدم تقدم النهي.
ثم تروح مع الناس يوم التروية إلى منى أي تغدو كقوله عليه السلام: "من راح إلى الجمعة" أي غدا وقيل أي تخف وتسرع من الروح الذي هو الراحة والخفة.
ويوم التروية سمي بذلك لأن الحاج يروون إبلهم فيه تروية وقد روي بنفسه يروى ريا فهو ريان من حد علم بكسر الراء في المصدر ورواه غيره يرويه تروية وأرواه يرويه إرواء من باب التفعيل والإفعال.
وقيل سمي به لأن إبراهيم عليه السلام: رأى تلك الليلة في منامه أنه يذبح ولده فلما أصبح كان يروئ في النهار كله بالهمزة أي يتفكر أن هذا الذي رأى في المنام من الله تعالى فيأتمر به أو ليس كذلك وقد روأ يروئ تروئة بالهمزة أي تفكر في الأمر ونظر فيه.
ومنى قرية يذبح بها الهدايا والضحايا سمي ذلك الموضع منى لوقوع الأقدار فيه على الهدايا والضحايا بالمنايا وقد منى يمني منيا أي قدر والمنية الموت وهي مقدرة على البرايا ومنا يمنو منوا لغة أيضا والياء أظهر وأشهر قال الشاعر:
فلا تقولن لشيء سوف أفعله ... حتى تلاقي ما يمني لك الماني
أي يقدر لك المقدر وهو الله تعالى والنون في قوله: {ولا تقولن}1 مخففة لتسوية النظم.
وفي منى مسجد الخيف والخيف ما انحدر عن غلظ الجبل وارتفع عن مسيل الماء.
مخ ۶۳