وفي حديث عمر رضي الله تعالى عنه فأتي بعس من لبن وهو القدح العظيم وقوله: بعثناك داعيا ولم نبعثك أي بعثناك داعيا إلى الصلاة بالأذان ولم نبعثك حافظا للشمس، فظن بعض الناس أن عمر رضي الله عنه قال ذلك إنكارا على المؤذن إخباره بأن الشمس لم تغرب، وأنه إنما بعثه للأذان لا للتعرف عن حال الشمس والإخبار به، وبئسما ظنوا وكيف يظن به الإنكار للإخبار بالحق وحاله في كونه قائما بالحق قابلا له، لكن قال ذلك شكرا له وثناء عليه ، أي كنا بعثناك لأمر واحد وهو الأذان، وخفى علينا الأهم وهو أن نقول لك: تعرف لنا حال الشمس وأخبرنا بها، وقد قمت لنا في هذا المهم أحسن القيام وأخبرتنا به فنحن لك شاكرون وبالخير ذاكرون.
ثم قال: ما تجانفنا لإثم أي ما ملنا إليه قاصدين يقال جنف يجنف جنفا من حد علم وتجانف تجانفا أي مال.
مخ ۴۸