لكنهؤ ورامبور ودهلي، ودرس على شيوخ كبار، وتعمق في علوم اللغة والأدب، وحفظ من الشعر العربي القديم ما يزيد على سبعين ألف بيت! وبدأ حياة التعليم، وعين رئيسًا لقسم اللغة العربية في الجامعة الإسلامية بعليكره، وأسندت اليه مناصب علمية أخرى، وقد مثل إدارة معهد الدراسات الإسلامية لمعارف باكستان إلى أن توفاه الله.
وكان يعرف من أنباء الثقافة وأخبار العلماء والأدباء والشعراء في بلاد الهند وفارس وما يجاورهما، ما لا يعرفه سواه من أبناء البلاد العربية. وأتاح له اطلاعه على خزائن الهند وخبرته وفطنته ومعاناته أن يتهدَّى إلى الفرائد النوادر من المخطوطات العربية في الهند، وأن يتحف المكتبة العربية بما تيسَّر له طبعه منها.
وكان يشارك إلى جانب تدريسه وتأليفه - في النشاط
اللغوي والأدبي - بمحاضراته ومقالاته وتحقيقاته التي ينشرها أو يلقيها في المؤتمرات.
وتم انتخابه عضوًا مراسلًا في المجمع العلمي العربي بدمشق في سنة ١٩٢٨، وكان آنذاك في الأربعين من عمره وظل عضوًا في المجمع خمسين عامًا أو يزيد. وكان قلبه يخفق بحب دمشق وأهلها، زارها أكثر من مرة. ثم أصبح عضوًا مراسلًا في مجمع القاهرة.
وبدأ رحلته الشهيرة إلى البلاد العربية وتركيا، منذ سنة ١٣٥٤ هـ، فاطلع على نوادر المخطوطات، واستعانت به وزارة الثقافة بدمشق للاستفادة من خبرته في هذا المجال (١).
(١) مجلة مجمع اللغة العربية بدمشق مج ٥٤ ج ١ (صفر ١٣٩٩ هـ) ص ٢٣٦ - ٢٧٩ بقلم شاكر الفحام. وفيه حديث وتحليل لمؤلفاته، وانظر العدد الذي يليه ص ٢١٠، والبحث الإسلامي مج ٢٩ ع ٢ ص ٥١. وأصدرت =
ومن تحقيقاته التي وقفتُ على عناوينها:
- الطرائف الأدبية: وهي مجموعة من الشعر (تصحيح وتخريج ومعارضة على النسخ المختلفة وتذييل). - القاهرة: لجنة التأليف والترجمة، ١٣٥٦ هـ، ٣٠٥ ص.
- سمط اللآلي في شرح أمالي القالي/لأبي عبيد البكري (نسخ وتصحيح وتحقيق وتخريج وإضافة). - ط ٢ - بيروت: دار الحديث، ١٤٠٤ هـ، ٩٧٢، ١٣٠ ص.
- ديوان حميد بن ثور الهلالي. وفيه بائية أبي وفاء الإيادي (صنعة). - القاهرة: الدار القومية، ١٣٨٤ هـ، ١٧٣ ص. - (المكتبة العربية؛ ٢٣).
= مجلة المجمع العلمي الهندي - التي يصدرها المجمع العلمي الهندي بجامعة عليكره بالهند - عددًا ممتازًا عنه (راجع عرضًا له في مجلة البعث الإسلامي مج ٣١ ع ١٠ (رجب ١٤٠٧ هـ) ص ٩٣ - ٩٧).