الشيخ رضي الله عنه، ففعيل من أبنية الجمع الكثير ، كعبد وعبيد وكلب كليب، ولا شك أن الجمع أكثر من التثنية، فصح هذا المذهب إن شاء الله .
وإليه أشار ابن الأنباري بقوله المتقدم، وقد أشار إليه ابن عزيز (1) في غريبه فقال : رحمن ذو الرحمة، ورحيم عظيم الرحمة .
وأما قول قطرب أن المعنى فيهما واحد ففاسد، لأنهما لو تساويا في المعنى، التساويا في التقديم والتأخير، وهذا ممتنع فيهما، فدل على امتناع التساوي في المعنى. والله أعلم .
وأما قول ثعلب فظاهر الفساد، لأن الرحمن معلوم الاشتقاق، جار على أبنية الأسماء العربية، كغضبان وسكران، والعبرانى لا يعلم له اشتقاق ولا يجري على أبنية العربي في الاكثر، والله أعلم .
فصل
ولو أفرد عن الألف واللام لم يصرف في القولين، لثبات الألف والنون والزائدتين في آخره، مع العلمية أو الصفة .
فإن قلت : وهل تمتنع فعلان صفة من الصرف إلا إذا كان مؤنثآه فعلى ، كغضبان وغضبي، وما لم يكن مؤنثه فعلى ينصرف كندمان وندمانة؟ فالجواب: إن هذا وإن لم يكن له فعلى فليس له فعلان، لأنه اسم مختص بالله تعالى فلا مؤنث له من لفظه، فإذا عدم ذلك رجع فيه إلى القياس ، وكل ألف ونون زائدتين فهما محمولتان على منع الصرف، والله أعلم .
تنبيه : على بعض ما ذكره الشيخ رضى الله عنه في هذه السورة. تكلم على معنى قوله تعالى: {أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين ) وحكى أن المشار إليهم بقوله : أنعمت عليهم هم المذكورون فى سورة النساء، قال المؤلف رضى الله عنه : وهذا مروي عن ابن عباس رضى الله عنه ، وعليه جمهور المفسرين، وقد قيل فى ذلك أنهم المؤمنون على العموم .
وقيل : إنهم أصحاب النبي . وقيل : إنهم مؤمنو بني إسرائيل خاصة. واحتج صاحب هذا القول بقوله تعالى : {يا بني إسرائيل اذكروا نعمتي التي
مخ ۲۲